"فكرة إيمانك بالشيء مثل المغناطيس يسحب كُل شي نحوك"

تلك هي الفكرة التي يدور حولها فيلم ليون رغم كل الأحداث التي تبدو بعيدة كل البُعد عن هذه الفكرة .

تدور قصة الفيلم حول الطفل " سارو " الذي يذهب ليسافر مع أخيه، ولكنه ينام في قطار ثابت، ويتحرك به القطار ليذهب به إلى مدينة أخرى ويضيع من عائلته في عمر الخمس سنوات .

يمر بعدة مراحل من البقاء في أقسام الشرطة، ثم تسجيله في أحد الملاجيء ويستمر هناك حتى تتبناه عائلة أسترالية ليبدأ حياة مختلفة تماما بعد السفر إلى استراليا .

من جانب آخر يتبناه رجل وامرأة يرفضون الإنجاب لتفضيلهم تبني اطفال موجوده على قيد الحياة بدلًا من جلب اطفال أخرين يزاحموهم، وتظهر عاطفتهم في الأمومة والأبوة مع ابنهم وكأنه من دمهم .. وهي الفكرة التي حاول الكثيرين تطبيقها في الواقع بعد مشاهدة الفيلم .

تمر السنوات ويكبر الطفل ويكون علاقات وصداقات في البلد الجديد الذي تربى فيه، لتصبح استراليا بلده وعائلته بالتبني هي العائلة التي ينتمي إليها، إلى أن يشاء القدر أن يعلم بأن له عائلة أخرى حقيقية تعيش على قيد الحياة، ليبدأ في داخله صراع بين الماضي والحاضر، رغم أن الماضي لم يكن حاضر في ذاكرته، إلا أنه استطاع تذكر العديد من اللحظات المؤثرة على عاطفته منذ الطفولة.

رغم كل المحاولات التي كانت تنتهي بالفشل، يظل يبحث عن عائلته، حتى أنه يستعين بخرائط جوجل الوصول إلى منطقته وبيته من خلالها .

ان الفيلم مُقتبس من قصة حقيقية، ولا يحمل أحداث مسرودة بشكل تقليدي، بل إنه يركز كل التركيز على فكرة الإيمان بالشيء والرغبة في الوصول إليه، ويُبرز فكرة الصراع بين الماضي والحاضر .. حتى يظل المشاهد يفكر في أمره وكأنه يتعارض معه عن قرب، ويتسائل ماذا لو وجد عائلته الحقيقية، واي عائلة سيختار، أو بمعنى أدق من سيختار الماضي الذي لا يربطه به سوى بعض العاطفة، أم الحاضر الملموس والأكثر واقعية.

وهو السؤال الذي نسأل به انفسنا دائمًا، الحاضر هو الذي يستحق أم الماضي ؟

تصنيف الفيلم : دراما

التقييم على IMDb : 8/10

التصنيف العمري : +13 ( في رأيي الشخصي لا يحتاج تصنيف عمري، ومناسب كفيلم عائلي )