في عالم التسويق الرقمي، لا يمر أسبوع دون أن يسألني أحد روّاد الأعمال أو صناع المحتوى:
"ما هو أفضل وقت للنشر؟ أعطني الساعة الذهبية!"
سؤال يبدو بسيطًا، لكنه في الحقيقة يكشف عن مشكلة عميقة:
الجميع يبحث عن قانون ثابت في منصة لا يوجد فيها شيء ثابت.
هل توجد ساعة ذهبية واحدة؟
بصفتي مدير تسويق إلكتروني، أقدّم دائمًا إجابة قد تبدو محبطة للبعض لكنها الأكثر واقعية:
"الأمر يعتمد… لكن ليس كما تظن."
نعم، توجد أنماط عامة، وتوجد ساعات عادةً ما يكون الجمهور فيها أكثر حضورًا، لكن الاعتماد على “توقيت شخص آخر” يشبه ارتداء بدلة صنعت لمقاس غيرك: قد تناسبك صدفة، ولكنها نادرًا ما تمنحك أفضل صورة.
فما الذي نعرفه فعلاً عن أوقات التفاعل؟
هناك ثلاث نوافذ زمنية أثبتت معظم الدراسات سلوكًا متكررًا فيها:
1) نافذة ما قبل الظهيرة – 8:00 إلى 10:00
حيث يبدأ الجمهور يومه ويبحث عن محتوى سريع يضبط مزاجه أو يوسع تفكيره قبل الدخول في ضغط العمل.
2) نافذة الظهيرة – 12:00 إلى 15:00
وقت استراحة، ووقت مزاج جيد لتصفّح منصات مهنيّة أو نقاشات قيمة.
3) نافذة المساء – 17:00 إلى 19:00
فترة استرخاء ما بعد الدوام… والأقوى للأفكار العميقة، المقالات الطويلة، والمحتوى الذي يحتاج تركيزًا أكبر.
لكن… وهنا يأتي الجزء الأهم.
الوقت المثالي ليس ما يقال لك… بل ما تكتشفه بنفسك
التوقيت يتغير حسب:
طبيعة جمهورك
نوع محتواك
صياغتك
درجة اهتمامك بتحفيز النقاش
وحتى الموسم، والحدث، واليوم، والمنصة نفسها
ولهذا، عندما يسألني أحدهم:
“طيب، أعطني الوقت الذي تعمل به أنت؟”
أبتسم وأجيب:
"الوقت الذي يعمل لي… لن يكون بالضرورة الوقت الذي يعمل لك. ما يصلح لحسابي لا يصلح لغيري."
كيف تعرف وقتك الذهبي أنت؟
أسرع طريقة عملية هي اختبار 3 نوافذ لمدة 4 أسابيع:
نافذة الصباح
نافذة الظهيرة
نافذة المساء
مع مراقبة:
المشاهدات – التعليقات – زمن القراءة – التفاعل خلال أول ساعتين.
خلال شهر واحد فقط ستكتشف التوقيت الذي “يستجيب” فيه جمهورك بشكل واضح.
وهذا، وليس ما يقوله أي خبير، هو وقتك المثالي الحقيقي.
الخلاصة:
السؤال عن أفضل وقت للنشر مشروع…
لكن الإجابة ليست ساعة دقيقة، بل منهجية.
والناشر الذكي لا يبحث عن "توقيت مستعار"…
بل يصنع توقيته الخاص عبر التجربة، والقياس، وفهم نبض جمهوره.
التعليقات