هناك رواية للكاتب الراحل إحسان عبد القدوس اسمها: أرجوك اعطني هذا الدواء.

وكأن هذا العنوان هو الهدف الذي تسعى إليه شركات الأدوية والمعلنين وإلا فلماذا نجد الآن في كل وسائل الإعلان المتاحة وفي كل حدث رياضي إعلان هنا ولافتة هناك لعلاجات بدون وصفة طبية؟

وتتنوع الحالات الطبية ما بين خشونة الركبة كبديل لعملية تغيير المفصل، أو الضعف الجنسي أو التخسيس أو الصداع ... والقائمة تطول، حتى أن بعض البلدان تعلن عن أدوية للاكتئاب وكما تعلمون فهذه النوعية من الأدوية تعطى بمحاذير لأنها تسبب الإدمان. أي أن قواعد صرف الدواء تختلف من دولة لأخرى والهدف واحد، أموال المستهلك وليس صحته.

وقد يبدو للوهلة الأولى أن هذا الأمر كله خطأ، وهذا كلام ليس صحيح، فهناك من يقول إن الإعلان عن الدواء له بعض المزايا الحسنة، منها أن الانفجار في إعلانات الأدوية أدى إلى تحفيز المستهلكين لأن يكونوا أكثر إطلاعا. وعلى الرغم من أن هذا الاتجاه قد يبدو حميدًا ، إلا أنه أخل بالعلاقة بين الطبيب والمريض.

وهناك ميزة أخرى: إنها الأرباح حيث إن إعلانات العقاقير أصبحت صناعة تنفق عليها المليارات وهناك جيش جرار من العمال والباحثين يتكسبون راتبهم من هذا الأمر، أي أننا عندما نتحدث عن تسويق الأدوية فنحن نتحدث عن عمل تجاري كبير ولذا فالشركات على استعداد لإنفاق الكثير من المال لتقدم لك حلاً سهلاً لمشكلة صحية قد تكون لديك أو لا.

وخلال الفترة من عام 2012 إلى عام 2015 ، ارتفع الإنفاق السنوي على الإعلان عن العقاقير الطبية في جميع وسائل الإعلام (باستثناء الرقمية) من 3.2 مليار دولار إلى 5.2 مليار دولار ، ومن المتوقع أن يستمر هذا الرقم في التزايد. وفي نفس الوقت ومثلها مثل كل الحملات الإعلانية فإنه يتم تحميلها على سعر الدواء الذي يدفعه المستهلك في النهاية.

والآن: ما رأيكم، مع أي الطرفين يجب أن نكون؟ هل التسويق للأدوية بالإعلانات جيد أم سيء؟