الكل يعاني الفقير من الجوع والغني من التخمة .. ورحم الله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال ( إن الله استخلفنا على عباده لنسد جوعتهم ونوفر حاجاتهم ونؤمن خوفهم .. فإن لم نفعل فلا طاعة لنا عليهم ) .. وصدق أبا ذر الغفاري رضي الله عنه عدو الثروات ( عجبت لمن لا يجد القوت في بيته .. كيف لا يخرج على الناس شاهرا سيفه ) ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهاه عن حمل سيفه في وجوه الأمراء وإن لم يمنعه عن أن يحمل عليهم في الحق بلسانه البتار

اختلفت شكل ثورات الجياع، فلم تتخذ شكلًا واحدًا على مر التاريخ، وأثر في ذلك قوة الحاكم مقارنة بحجم الأزمة وثقة المواطنين بأنفسهم، فمنهم من هجم على مخازن الحكومة، ومنهم من أضرب عن العمل، ومنهم من ترك الوضع على ما هو عليه وهاجر.

ثورات عديدة شنّها الجياع ضد الحكام في مصر، فكانت أول ثورة شهدها التاريخ ضد الملك بيبي الثاني، هي للجياع، وبعدها خرجوا في عصر البطالمة، ثم الروماني، ثم العصر الإسلامي الذي لم يخلُ أيضًا من تلك الثورات.

وعلى الرغم من قسوة تلك الثوارت، وردود أفعال الجياع -التي عادة ما تكون

عنيفة- إلا أن الحكام عبر التاريخ تناسوا ذلك، وعمدوا على حل المشكلات الاقتصادية من قوت البسطاء لتتكرر المأساة وتحدث الفوضى التي تلي تلك الحركات.

والدليل ما نحن عليه اليوم من غلاءٌ فاحش وخسارات إقتصادية فادحة

والحقيقة هنا لا تخفى على أحد حال الدولة المصرية الآن من ارتفاع بشع للأسعار، نتيجة للإرتفاع فى سعر الدولار، والارتفاع هذا كان متوقعا نتيجة لعدم الإستقرار طيلة سنوات حروب الجيل الرابع الماضية فأصبح غلاء الأسعار شبحًا يلازم المواطن بصفة مستمرة, فعندما قامت الثورة استبشر المصريون خيرا بالقضاء علي كل السلبيات التي كانت موجودة في النظام السابق مثل ارتفاع الأسعار وانخفاض المرتبات، لكن حدث العكس تماما، فالأسعار تتزايد بصفة مستمرة، مما يحمل المواطن أعباء وضغوطا طوال

هذا كله فى كفة والأبعد دوماً عن المشهد وهو جهاز حماية المستهلك فى كفة أخرى، فلو أنصف هذا الجهاز لما نامت أعين من يعملون به حتى تعود الأسعار إلى طبيعتها وربما أقل تعويضا لهذا المواطن عما لاقاه من تهديد لأمن دخله الثابت .

الحكومة يجب أن تتحرك بخطوات عملية تعكس نتائج سريعة يلمسها المواطن فالوضع لا يحتمل الوقت ..

بقلم / إيمان مصطفي محمود