أقرأ الكثير من التعليقات عن أن إنسان العصر الحديث صار عبدا وأسيرا لمهنته، يقضي فيها معظم ساعات يومه، تشغل كل تفكيره، يبذل فيها الكثير والكثير من الجهد.. ثم يعود في نهاية طويل إلى بيته منهك الجسد والذهن فلا يجد شيئا يقدمه لأسرته.. لا يستطيع الحديث مع أحد .. فقط يريد أن يأكل وينام، ليستيقظ في اليوم التالي حتى يدور في نفس الدائرة.. أصبحت أستشعر هذا المعنى جدا لأنني أيضا صرت أسيرة لمهنتي على نحو بائس.. stucked in it .. ولكن بنمط مختلف عن الذي ذكرته سابقا.. فالنمط الأول للأشخاص أسرى مهنتهم قد يكون فيه جانب مشرق وهو أنها تحقق لهم دخلا كبيرا أو طموحا مهنيا يزداد مع مرور الأيام.. أما حالتي أنا فمختلفة؛ فأنا عالقة في مهنة دخلها ليس كبيرا جدا و طموحي فيها شبه منعدم .. ولكنني عالقة فيها لأنه لا بديل لي سواها، كما أنها وظيفة حكومية ثابتة أمضيت فيها عدة سنوات ولا أستطيع تركها لأن هذا يضيع مستحقاتي المالية عن كل السنوات الماضية.. لا يمكنني حتى أخذ إجازة منها .. أنا حقا عالقة في هذه المهنة.. أتمنى أن أمتلك شجاعة التحرر والانطلاق وتركها وليكن ما يكون.. ولا أستطيع... ومأساتي الكبرى أن هذا الشعور ليس وليد اليوم، بل أشعر به منذ وقت زمن .. شاهدت منذ يومين صورة لسيارة ضخمة عالقة في حارة ضيقة للغاية، تكاد تلامس جداري المبنيين عن يمينها ويسارها فلا هي تملك الرجوع ولا هي تستطيع التقدم للأمام.. هذه الصورة تعبر بدقة عما أشعر به.