بقلم: محمد دومو

الرحيل

سوف اعتذر للجميع قبل الرحيل، طرقت أبواب جميع من اعرفهم كي أودعهم وانا ذاهب، وطرقت أبوب الآخرين أيضا، سأرحل من هذا الحي الى مكان آخر، ما زلت لا اعرف المكان، ولا اعرف حتى وسيلة السفر ايضا.

يوجد في مدينتنا وسائل سفر عديدة..

وانا ربما سأسافر اليوم أو غدا او…

اصبحت احس ان الوقت قد حان، والموعد آت بعد ساعات أو أيام، فأنا مستعد ما دمت قد قمت بالاعتذار للجميع، وان نسيت أحدا، فهذا خارج عن إرادتي، وإنما لم اتذكره لا غير، أطلب المعذرة منه أكثر!

اريد ان يطمئن قلبي قبل السفر، سأتذكر الجميع، لقد تشاركنا في هذا الحي ذكريات عديدة، منها ما افرحنا و منها ما اتعبنا ايضا، ولكن لابأس من ذلك، كنا ما زلنا أطفالا نلعب غير مبالين أو شبانا بحماسهم مندفعين أو حتى رجالا بكبريائهم معاديين، ولكنني اليوم اقتنعت ان الحياة هكذا، سوف أفتقد كل هذا عند الرحيل، وسأذكر الكل بشوق الذكريات، وسأرحل وانا فرح وسوف اذهب لأغني وأقول شعرا من أجل الذكريات.

انني بدأت الرحيل منذ الآن، وها أنا أغني وأقول شعرا.

ما اجمل هذا الحي، لقد لعبت، تمتعت وعانيت الكثير والكثير، حياتي كلها كانت في هذا الحي العزيز علي وسيبقى كذلك وانا راحل عنه.

ولكنني قبل هذا الرحيل سوف اقول كلاما معبرا للجميع: اعتنوا بهذا الحي وحاولوا أن تتذكروا أنني كنت انا الاخر اعتني به قدر ما استطعت، وها انا اليوم مستعد للرحيل، وما بقي في جعبتي سوى الذكريات، ولأجلها سأغني اليوم انشودة سميتها: أنشودة الرحيل.