وفي يوم القمر الدموي تجلس تلك الملاك على حافة النافذة ، تسترق النظرات لذلك اللون القرمزي ، بينما الاشخاص العاديوون يرونه لونا عجيبا انيقا والعلماء يسمونه قمرا خارقا كانت هي ترى فيه العذاب ترى فيه كرامتها التي اهينت ، عفتها التي اغتصبت.

تخدير ، ثم مكان منحه الليل الظلام الدامس ، ربما ليخفي العيوب...ليستر الفواحش...ليغطي حطام القلوب ، بينما الناس نيام ، كانت هي تصرخ متمنية النوم الابدي نوما لا تستيقظ بعده ، يوما بلا شمس تفضح خزيها ، يوما تنجو فيه من قيود مصيرها وزنزانة قدرها

لكن لا ، لم تكتف الحياة منك بعد يا ملاكي ، لم يؤثر فيها نحيبك ، لقد اغمضت عينيها يا صغيرتي فلم تر كيف لوثت طهارتك ، لم تر كيف سلب ذلك الجعسوس عفتك ، لم تر ضررا من استعارتك من بين اترابك ، لا يحدث شيء ان قصرت في مدة طفولتك ، بضع قيود لن تدفن حريتك.

والحال يا طفلتي ، ان الظلام بسبس وهرب ، وحظرت الشمس ، والناس هموا الان لتفقدك ، اين كنتم عن صراخي ، كيف نمتم والمغتصب صاحي ، والان لما تكبلونني ، لا يهم لن احس بألم القيود لأن لروحي عذاب بلا حدود ، لن تؤثر في الوحدة ، لأن قلبي سيعيش وحيدا بلا خلان فقط للعار انيسا يتحسر على ايام الحرية والامان ، لم يرى المجتمع تلك الملاك ضحية ، فاسرع وكتب على جبينها حروفا كبيرة مزخرفة عاهرة ستكون مدى الزمان ، حبيسة الفضيحة ، وعار المرأة للأزل كما دام

والان تلك الملاك تعزف صوت القيود والاكلال لتحيي لون القمر القرمزي ، فقد كان يوما لون دم سجلها عارا على الزمان، يوما دوى من اجلها صوت اللعن والسب كأنه عزف الكمان