إن من رحمة الله عز وجل بعباده أنه جبار، فبعض أقضيته التي لا نفهمها تحمل بين طياتها رحمات كبيرة، فقد أخبرنا في سورة الكهف أنه أمر عبده الخضر عليه السلام بقتل طفل صغير، حتى أن سيدنا موسى عليه السلام لم يحتمل ذلك وأنكر على سيدنا الخضر عليه السلام فعلته، وبالرغم من أنه كان يتصف بالشدة فقد أشفق على الطفل لأنه راى به براءة الأطفال ولم يطلع على الغيب لأنه لا يعلم الغيب إلا الله عز وجل، ثم بعد ذلك بين الله لعبده موسى عليه السلام وللأمة الإسلامية بعده أن هذا الطفل سيكون شقيا وسيرهق والديه فرحمة بهما قتله، قال تعالى: ( وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا وكفرا فأردنا أن يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة وأقرب رحما)، وبشرنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم أن أطفال المسلمين المتوفين صغارا يدخلون الجنة ورحمة بوالديهم وبهم يشافعون لهم فيدخلون الجنة ما أعظم رحمة الله عز وجل بعباده حتى في صفات الجلال أسأل الله لي ولوالدي وللمسلمين أجمعين أن يرحمنا برحمته الواسعة أمين.