ثم تجد نفسك ذات صباح مشرق بديع وقد حقق الله حلمك الذي ظننته بعيدا، فتنسيك بهجته سنوات الانتظار و مرارة الافتقاد.

فلا تظنن أن دموع حسرتك وزفرات صدرك ستذهب هباء... فالله معك .. يسمعك .. ويعلم بحالك وبما لا يحسن التعبير عنه لسانك.. هو قريب منك.. يرى قلبك ويعلم ما يعتصره من أحزان.. يسمع أناتك الخافتة.. عنده جواب كل أسئلتك.. لماذا؟.. كيف المخرج مما أنا فيه؟... قد تشعر أن الدنيا بأسرها أضيق من أن تتسع لما يحمله قلبك ... تمر بلحظات ترى فيها أن لا مفر.. لا مهرب.. وكيف يكون ذلك؟.. كيف والأسباب منقطعة .. كل المقدمات المنطقية تخبرك أن لا أمل ولا رجاء... تشعر أنها النهاية .. في هذه اللحظة المريرة حيث اليأس مطبق .. والظلمة حالكة.. تمتد إليك يد الله لتنتشلك مما أنت فيه .. هكذا بلا مقدمات .. بلا أسباب.. بلا شيء يدعوك للتفاؤل وتوقع الأفضل... لكن الله وحده من دبر لك أمرك وهيأ لك كل شيء من قبل.. ولكنه أراد أن يختبر صبرك .. أرادك ان تلجأ له بكل قلبك .. أن تتجرد من كل حول وقوة إلا حوله وقوته ... وحين يأتيك فرجه، سيمحي عنك كل ألم وحسرة .. كأنك لم تحزن قط.. وكأن كل ما مر بك من سنوات لم يكن سوى لحظات عابرة ... فلا تملك سوى أن تحمد ربك على عطائه بعد المنع..... وعلى يسره بعد العسر.. وعلى فرجه بعد الضيق .. وتجد أن كل ما مر بك من أسى ما هو إلا قشة صغيرة حملتها بحار لطف الله فصارت نسيًا منسيًا.