و إنما الأعماقُ تجذبك نحو الأعمق فتُحاصر ما بين القمة و القاع فلا سبيل لترتفع للاعلي حتي ترتطم بالاسفل ، فلا كل من استعصم بإبداءِ الجفاء لَمْ يَصُن الوِّد ، و إنما بَلَغَ الجَهد منه حَدَّ الإمتلاء إن لم يكن هو الامتلاءُ ذاته ، كل ما يحتاجهُ بعض الوقت الفاصل بين القمة و القاع ليعالج الاضطراب بداخله ، فسلامٌ علي من صبر صبراً جميلاً علي حبيبٍ جافاه حتي اتزنت مشاعره فعاد كبحر مرت عليه عاصفةٌ و تركَتهُ هادئاً كأنما لَم يَعرف موجاً قط .