كم عدد الأبواب التي يتوجب علي طرقها لأدخل.. كم من السطور يجب أن أكتب.. اخاف ان دخلت يقفل علي الباب ولن أستطيع العودة بعدها.. لكن لا أهتم لن أحزن ولن أبالي، عشت بما فيه الكفاية خلف ذلك الباب، سأتحدى نفسي لأرى كم يمكنني الابتعاد عنك.. يا أمي.. سأتحدى عيناي لأرى كم يمكنها المكوث قبل أن تفقد السيطرة.. سأنافس السماء ببكائها سأبكي، كل ما أحتاجه الآن هو مكان خال لأنهار هناك كالطفل الصغير.. أريد البكاء، لا أستطيع.. ياليتني كنت طفلا -لا، بل ...يا ليتني كنت ترابا...

العالم يعج بالحياة وأنا لا أزال قلق..

أجري وراء السعادة، لا أكاد أمسك بجناحيها... توقفت أنا عن الجري توقفت هي عن الركض.. تحركْت تحركَت حاولت الايقاع بها، لم أفلح.. قالت لي لا تحاول.. السسب أكاد أخفيه .. لا أستطيع العيش في بيئتك.. أنت عفن، أنت اللّون الأسود.. أنا الأخضر... لا يمكنك الامساك بي لا يمكنك الإيقاع.. لا تمكر لا تفكر حتّى بالمحاولة لن تستطيع. حوّل حديقتك الى لوني حينها فقط أحط وأحيطك بي .. حينها أنا التي سآتيك لا تتعب نفسك بالجري.. أنا من سيجري..

من أنا الآن..

سقطت من ارتفاع عالي أحسست أني مفارقٌ العالم.. كدت أستسلم للخوف لم أخف.. استمتعت بآخر الثواني واستنشقتها كم هو شعور جميل أن تودع الشقاء (آخر مرة سأسمع بك) لم يعد يقلقني أي شيئ لم أحزن على فراقٍ ولم أحمّل نفسي عناء التفكير بذاك.. كأني لم أكن بين الحياة والموت.. خوفي من الموت قتله خوفي من أن أنجو.. لا أريد أن أموت، لا أريد أن أعيش.. أريد كل منهما بقدر ما لا أريدهما .. -كلامي كشف بقدر ما أخفى-.. انقضت الثواني لم أمت.. كان فقط صوت الأمواج وهي ترتطم بينما أنا معصوب العينين... لا زال العالم يحوي أسرارا.. لا زال العالم يحويني :)