ألم تمرّ يومًا بخدمات الأبطال الخارفين على خمسات؟ ذلك الذي يترجم ألفي كلمة في ست ساعاتٍ مقابل 5$، أو الآخر الذي يصمّم عشرين نموذجًا من الشعارات في يومٍ واحد، أو أسطورة السرعة الذي سينشر موقعك يدويًّا في سبعة آلافٍ وستمئة وثمانٍ وثلاثين منتدى.

"خمسات" حسبما يذكر الـTagline الخاص به: "لبيع وشراء الخدمات المصغّرة"، لكنني أتساءل إن كانت بعد هذه السنوات ما زالت "مصغّرة"، مبتدؤوا العمل ذوي الشغف الهائل بالجني السريع يهتمون بالمنافسة، لكن منافستهم من نوعٍ آخر، لنقل بأن بها بعض "الحماس" الزائد قليلًا، المشكلة الأساسية عندهم هي جملة "أحتاج إلى الفرصة فقط!"، فهم لا يعملون على بناء معرض أعمالٍ أو نشر بعض القوالب أو التسويق لأنفسهم مثلًا، بل يحاولون إيجاد العميل بأيّ طريقةٍ فحسب، وفي هذا الحالة: عبر كسر السعر، والمنطق أيضًا.

لنتجاوز مبدأ كسر السعر الذي نبت الشعر في ألسننا ونحن نتكلّم عنه وعن أهمّية تقدير المصمم العربي لإبداعاته وعدم بخسها، ألا يظنّ الأبطال الخارقون بأنهم كسروا المنطق قليلًا في طريقهم السريع نحو الثراء الفاحش؟ بأي طريقةٍ بالضبط ستقوم حقًّا بترجمة تسعين مليون كلمة في بعض ثوانٍ يدويًّا؟

على "خمسات" التفكير في وضع "الخدمات المصغّرة" قليلًا، هل جرّبتم "تصغير" الخدمات نوعًا ما؟ هل رفضتم خدمةً ما لأنها "أضخم من أن تقدّم في موقع خدماتٍ مصغّرة"؟ أتمنى ذلك، وإن فعلتم، فأتمنّى زيادة هذه الخدمات المرفوضة، هنالك حرّيةٌ لك في موضوع اختيار قدراتك وعرضها للبيع، لكنك لا تملك الحرّية حسب آخر تفقّدٍ لي حيال هذا الموضوع في أن تنزّل مستوى الحدّ الأدنى لحجم الخدمات، وتذكّر:

What goes around, Comes around.

أي: احذر من أن يقودك حماسك الزائد على الطريق السريع للثراء "الطاحش" من أن تصطدم بجبل الواقع وتتلقّى تقييمًا سلبيًّا لعدم تمكّنك من تحقيق أحلام العملاء.