قال الله تعالى في سورة البقرة: (وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي)

هذه الآية الكريمة تتحدث عن سؤال الله تعالى لإبراهيم عليه السلام عن كيفية إحياء الموتى.

الكثير لا يستطيع استيعابها بشكل صحيح .. فإبراهيم عليه السلام كان مؤمناً بأن الله قادر على إحياء الموتى. ولكن السؤال، هو لماذا سأل الله تعالى أن يريه ذلك؟

الجواب: أنه يحب الله تعالى لدرجة كبيرة جداً، فيحب أن يرى قدرة الله تعالى.

الكثير تغافل عن الجزء الثاني من الآية والذي يقول (قال أولم تؤمن) فالله تعالى يسأله ألا يؤمن بأن الله قادر على إحياء الموتى؟!

فيقول إبراهيم عليه السلام (بلى) بمعنى أنه يؤمن ويصدق في قلبه تصديقاً جازماً يخلو من أي ذرة شك بأن الله قادر على إحياء الموتى.

ثم يقول (ولكن ليطمئن قلبي) بمعنى أنه يحب الله تعالى حباً كبيراً فيريد أن يرى قدرة الله تعالى، ويطمئن قلبه، فالذي يحب الله يحب أن يراه ويحب أن يرى قدرته وعظمته.

رؤية عظمة الله تعالى من علامات محبة الله. واطمئنان القلب هو أن يرى ما يسره.

فمن الخطأ أن ننفي الآية ونقلب معناها إلى الضد ونقول أن إبراهيم عليه السلام (حاشاه) أنه كان عنده شك في أن الله عنده القدرة على إحياء الموتى. هذا شيء:

  • أولاً غير مقبول عقلاً أو شرعاً.

  • ثانياً يعارض كلمات الآية ذاتها.

بالتالي الاستنتاج الخاص باطمئنان القلب (والذي يخدع به الشيطان بعض الناس) بأنه هو تصديق القلب فهذا استنتاج ليس له أي أساس.

والإيمان معناه في باب الخبر أن تصدق بكلمات الله تعالى ولا يقع في قلبك ذرة شك واحدة، فإذا وقعت في قلبك ذرة شك واحدة، فهذا لا يعتبر مسلماً من الأساس.

فالأولى تصديق كلمات الله تعالى كما أخبر. وعدم تحريف الكلم عن مواضعه.