بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدلله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الخلق أجمعين ، سيدنا محمد النبي الأمي الأمين ، وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه واتبع سنته إلى يوم الدين ..

أما بعد :

سنتحدث بإذن الله تعالى عن الاعتقاد ،،

أولا : ماذا تعني كلمة اعتقاد ؟

بعيدا عن التعريفات المعقدة

الاعتقاد هو الإيمان .. هناك ف الشريعة علم يسمى علم العقيدة ( أي علم الإيمان ). يتحدث عن الإيمان بالله عز وجل والإيمان برسله عليهم السلام والإيمان بالقضاء والقدر والجنة والنار.............. الخ

إذاً الاعتقاد هو أن تؤمن بشئ معين .. تؤمن بدين ، أو بفكرة أو بهدف ، أو بتصرف أو أو أو ....

بما أننا نأخذ خطوات في طريق النجاح ؛ كان لابد أن أتحدث عن الإعتقاد لأن الإعتقاد قوة سحرية لو استخدمتها بإيجابية ستحقق كل أحلامك بإذن الله .

هل تتذكر يوماً اعتقدت فيه انك لن تستطيع تحقيق شيئ معين ، وبالفعل لم تتمكن منه وقلت للمحيطين بك ( ألم اقل لكم اننى لن استطيع ) .اذا حدث ذلك معك فلا تلومن َّ إلا نفسك

فهناك مقولة تقول ( دائما ما تعتقده هو ما تستطيع تحقيقه ) .

سأحكي قصة ذكرها الدكتور ابراهيم الفقي رحمه الله في احدى كتبه يقول :فى احد المدارس كان هناك شاب صغير ، وكان هذا الشاب نائماً فى حصه الرياضيات وغير منتبه تماماً لما يقال ، وبعد انتهاء الحصه استيقظ هذا الشاب على صوت جرس انتهاء اليوم الدراسي ، وقام وكتب المسألتين المكتوبتين على السبوره وهو يعتقد انهم الواجب المدرسي ، وعندما ذهب للمنزل ليحل الواجب اخذ يحاول ويحاول دون جدوى ، فقد كانت المسائل صعبه جداً عليه ولكنه مع الاصرار والاجتهاد طوال الاسبوع استطاع ان يحل واحده فقط ، وعندما ذهب للمدرس ليخبره بالحل ، كانت المفاجأه .......فقد اصيب المدرس بالذهول الشديد وذلك لأن المسألتان فى الاصل ليس لهما حل

كيـــف استطاع هذا الفتى حل المسأله ؟

وهل لو كان يعرف ان هذه المسأله ليست لها حل هل كان سيحاول اصلاً فى حلها ؟

الإجابة هي قوة الاعتقاد ..تلك القوة التي تصنع المستحيل ، فعندما اعتقد الفتى أن تلك المسائل هي واجب عليه فرضه المدرس ؛ بذل قصارى جهده وبالفعل استطاع !

فإذا كنت تعتقد بأنك قادر على تحقيق احلامك فتأكد انك سوف تستطيع ذلك أما اذا كنت لا تؤمن بنفسك فلن تتقدم خطوه واحده ولو كان معك كل الدنيا تساعدك .

  • الآن السؤال هو : كيف يكون اعتقادي إيجابي أو كيف أفكر بإيجابية ؟؟

  • الإجابة تكمن في النصف الثاني من عنوان الموضوع

نعم الإجابة هي حسن الظن بالله تعالى : ولكن أولا ما معنى حسن الظن بالله تعالى ؟

معنى حسن الظن

: هو توقُّع الجميل من الله تعالى.

  • ولكن لماذا حسن الظن ؟

  • أولا لأن حسن الظن من حسن العبادة.

فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن حسن الظن بالله تعالى من حسن العبادة» رواه أبو داود والترمذي.

  • ثانيا : أنك لن تحقق هدفك إلا إذا كان إعتقادك إيجابيا ولن يكون إعتقادك إيجابيا إلا بحسن الظن بالله تعالى .. من أحسن ظنه بالله آتاه الله إياه.

ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي» متفق عليه.

وفي المسند عنه رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله عز وجل قال: أنا عند ظن عبدي بي، إنْ ظن بي خيراً فله، وإن ظن شراً فله».

والمعنى: "أعاملُه على حسب ظنه بي، وأفعل به ما يتوقعه مني من خير أو شر".

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : "والذي لا إله غيرُه ما أُعطي عبدٌ مؤمن شيئاً خيراً من حسن الظن بالله عز وجل، والذي لا إله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن إلا أعطاه الله عز وجل ظنَّه؛ ذلك بأنَّ الخيرَ في يده» رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن.

  • وحبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بحسن الظن بالله تعالى في كل مكان وفي كل وقت حتى عند الموت فعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاثة أيام يقول: «لا يموتَنَّ أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل» رواه مسلم.

وهناك العديد من القصص التي تؤكد بأن هناك من غفر الله عز وجل لهم بسبب حسن ظنهم بالله قال سهل القطعي رحمه الله: رأيت مالك بن دينار رحمه الله في منامي، فقلت: يا أبا يحيى ليت شعري، ماذا قدمت به على الله عز وجل؟ قال: قدمت بذنوب كثيرة، فمحاها عني حسن الظن بالله رواه ابن أبي الدنيا في حسن الظن.

_________________________

إذا ما يستفاد من هذا الموضوع بإختصار تام

إن كنت تريد تحقيق هدفك فعليك بالإعتقاد الإيجابي .. وهذا الإعتقاد الإيجابي لن يأتي إلا بحسن الظن بالله تعالى والتفاؤل

( فتفاءلوا بالخير تجدوه ) .

حتى عند الدعاء يقول نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ( أدعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة )

إذاً عندما تقدم على عمل معين أو مشروع معين فعليك بالتوكل على الله وحسن الظن به أي تفاءل بكل جميل من الله عز وجل وفكر دائما بأنك قادر وأنك تستطيع وابذل قصارى جهدك

_______________

أخيرا أريد فقط أن أنبهك إلى أنه مهما حدث لك ف حياتك أحسن الظن بالله تعالى حتى إن فشلت في تحقيق الهدف ، اعلم بأن ذلك خير ليك واستحضر دائما قول نبينا صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن! إن أمره كله خير ـ وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن ـ إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. رواه مسلم.