مفهوم الابتكار، الابداع،الاختراع:

الابتكار:

الابتكار لغةً: كلمة ابتكار فقد اشتقت من: بَكر، وبِكر، بكوراً تقدم في الوقت عليه -أتاه باكراً، وبكر- أي بكر إلى الشيء عجّل إليه. وقوله تعالى: ﴿بالعشي والإبكار﴾ يشير إلى أن الابتكار فعل يدل على الوقت، وفي حديث الجمعة من بكر وابتكر قالوا بكر فلان أسرع وابتكر، أتى قبل الآخرين. أي أدرك الخطبة من أولها وهو من الباكورة. إبتكر - ابتكارًا

1 - إبتكر الفاكهة : أكل « باكورتها »، أي أولها . 2 - إبتكر عليه : أتاه « بكرة »، أي غدوة . 3 - إبتكر المعنى : أتى به غير مألوف . ويستدل مما سبق أن ابتكر وابتكار إنما هما كلمتان متعلقتان بالفعل أو النشاط من حيث وقت إتيان الفرد له وليس بإيجاد أو إنشاء شيء.

‌أ. من خلال بعض التعاريف بالغة الفرنسية التي توضح لنا أكثر مفهوم الابتكار ‌ب. Innover : introduire une chose établie quelque chose de nouveau, d’encore inconnu. ادخال شيء لإنشاء شيء جديد غير معروف قبلاً، يعني ادخال مواد او طريقة استعمال يكون الناتج منها شيء جديد. ‌ج. Innover : change par esprit et désir de nouveauté ; introduire des nouveautés, des changements.

وهو التغيير من اجل الرغبة في الجديد، ادخال اشياء جديدة او تغيير اشياء.

الابتكار اصطلاحاً: هو عملية خلق أو إنتاج شيء جديد،على أن يكون أصيلاً وملائماً للواقع، وذو مضمون ويحل مشكلة من المشكلات، ويكون ذا قيمة ويحظى بالقبول الاجتماعي. كما يعرفه تورانس (Torrance) بأنه قدرة الفرد على تجنب الطرق التقليدية في التفكير مع إنتاج أصيل وجديد يمكن تنفيذه أو تحقيقه .

الابتكار (Innovation) يعني التجديد وهو إعادة تشكيل أو إعادة عمل الأفكار الجديدة لتأتي بشيء جديد (Something new) .

وأيضاً كما يعرفه بيترز (T.Peters) الابتكار تعريفا واسعا، هو التعامل مع شيئ جديد أي شيئ لم يسبق إختياره ، هذا التعريف يعطي مفهوما أكبر، لأن الجديد في مؤسسة ما ليس بالضرورة جديداً في أخرى. الابتكار هو عملية إنشاء الافكار الجديدة ووضعها في الممارسة هذا ما عرفه تشيرميرهورن (J.R.Schermerhorn) وزملاؤه، واضاف في كتابه الأخر معادلة عن الابتكار:

الإبتكار=الميزة التنافسية

ومن خلال المعادلة السابقة اعطى تعريفا أوسع و اشمل للابتكار حيث اخرجه من اطار الفني الذي يقصد بها ابتكار تكنولوجي و الابتكار في المنتج، مضيفا له الابتكار التنظيمي و الاداري، أو قد يكون ابتكاراً تقليدًا لمنتج أو شخص أو فكرة مستخدمة في مكان آخر ويصبح تطبيقها فريدا عند وضعه في سياق جديد . ان الابتكار التقليدي (Innovative Imitation) الذي يأتي بالجديد فيما يدخل من تحسينات على ما يقلده إلى الحد الذي يتوفق في حالات عديدة على المبتكر الاصلي .

وفي اطار هذا المفهوم يعرف بيتر داركر (P.F.Druker) الابتكار بانه التخلي المنظم عن القديم ، وفي المقابل يعني الادخال المنظم للجديد مع التأكيد على الاستمرارية في العملية.

وأما في تعريف ديبورغ ماري (Debourg Marie) ان الابتكار هو تطبيق تجاري للاختراع، نوضحته بمثال عن الليزر بأنه اختراع، أما الأقراص الليزرية فهي تطبيق تجاري لاختراع الليزر . من خلال التعريف يتضح لنا أنا النجاح التجاري هو جزءاً اصيلا في الا بتكار هذا عكس ما يقوله تي بيردسلي : ان النجاح التجاري لا يمكن ان يكون جزءا اصيلا من الابتكار، وانما هو في أحسن الأحوال معياراً دالاً على مدى قوة الابتكار وحاجة الناس اليه .

حيث انه عرفه Daltman « processus global similaire a l’invention » ويقصد من خلال هذا التعريف على ان الابتكار هو عمليات مماثلة للابداع، ناتجها فكرة جديدة أو حل لمشكل ما او استعمال جديد يعطينا قيمة اقتصادية او اجتماعية.

Duncan et Holbek اعطو تعريفا أخر للابتكار حيث أنه « Adoption d’une nouveauté par une société » يقصد بهذا التعريف على ان الابتكار هو تبني التجديد من خلال فرد او مؤسسة، حيث ان الشيئ الجديد هو جزء من ثقافة او كيان المؤسسة، مثال على ذلك وهو الهاتف المحمول او الرسائل الالكترونية هم وسائل جديدة للاتصال رغم وجود وسائل للاتصال قبلها مثل هاتف الثابت، البريد، الفاكس. يعني ان الابتكار هو التبني او البحث الدائم عن الجديد.

و في 2003 أعطت المفتشية الأوروبية تعريفاً مهماً و أوسع من مفهوم البحث و التطوير وهو :

« L’INNOVATION PEUT ETRE INCREMENTALE OU RADICALE, ELLE PEUT RESULTER D’UN TRANSFERT DE TECHNOLOGIES OU D’UN DEVLOPPEMENT DE NOUVEAUX CONCEPT COMMERCIAUX, ELLE PEUT ETRE TECHNOLOGIQUE, ORGANISATIONNELLE OU PRESENTATIONNELLE. » COM 11/03/2003

من الجيد ان نشير إلى التجربة اليابانية التي ساهمت في اعطاء مفهوم للابتكار، وذلك من خلال نظرتين، الاولى نظرة من السوق (المصب) التي اعطت تعريفا على ان الابتكار هو القدرة على تمييز الفرص و حشد الموارد للامساك بها، اعتبارًا ان الفرص هي الشيء الجديد في هذه الحالة و الذي يتميز بالاستجابة السريعة و الافضلية لدى الزبائن. أما النظرة الثانية في من العلم والبحث (المنبع) والتي اعطت تعريفا على ان الابتكار ليس فقط ابتكارا جذريا أو وثبة استراتجية أو تقدم مفاجئ فقط، انما هو ايضا تحسين صغير أو تعديل ذو أهمية في السوق ولدى الزبون.

وكما تقول العبارة بالأضداد تفهم المعاني، فإن نقيض الإبتكار هو الجمود و التحجر والحفاظ على الحالة القائمة في الشركة والسوق ومقاومة التغيير في مواجهة ما يأتي به الابتكار.

الابداع هو الوصول إلى حل خلاق لمشكلة ما أو إلى فكرة جديدة ، في حيين ان الابتكار هو التطبيق الملائم له. ومنه فان الابداع هو الجزء المرتبط بالفكرة الجديدة و الابتكار هو الملموس المرتبط بالتنفيذ و تحويلها إلى منتج . ان هذا التباين بين الابداع و الابتكار كان راجع إلى المدة الزمنية الطويلة التي بينهما، اما في الحاضر فان العملية الابداعية و الايتكارية تكاد تكون واحدة في اغلب المؤسسات و مخابر البحث و التطوير.

الاختراع:لقد ميزا روبينز و كوتلر (Robbins and Coutler) بين الإختراع و الابتكار حيث ربط الاول يالتكنولوجيا وتاثيرها بالمؤسسات المجتمعية، في حين ان الثاني ربطه بالتجديد و اعادة عمل الافكار الجديدة لتأتي بشئ جديد .

قدم تشيرر (F.M.Scherer) تمييزا اقتصادياً بين الإختراع و الإبتكار مشيراَ الى أن الأول يعمل على التأثيرات الفنية في توليد الفكرة الجديدة و أن الموارد الملموسة كالنقود والمهندسين أقل أهمية في تحقيقه وأكثر أهمية بالنسبة كالوقت ،ومضة العبقرية والتقدم الكلي في العلم، أما الثاني فهو يرتبط بتطوير العمليات والمنتجات الجديدة والموارد الملموسة أكثر أهمية في نقل الفكرة الى منتج جديد .

من خلال التمييز السابق نستتنتج أن الإختراع هو خلق فكرة من ومضة عبقرية و يساهم في التقدم العلمي ، أما الابتكار فهو نقل تلك الفكرة الى عمليات أو منتجات جديدة وله تأثير كبير على إقتصادياً.

كما نشير الى أن الفكرة وحدها لسيت إختراع، FRANQUIN هو صاحب فكرة جهاز التحكم عن بعد للتلفاز لكن ليس هو المخترع، المخترع هو Robert ADLER الذي نقل الفكرة الى جهاز يعمل سنة 1956 لشركة زينت إلكترونيك. نفس الشيء بالنسبة الى Léonardo DE VINCIالذوي وضع مخطط للطائرة الحوامة (l’hélicoptére) لكن ليس هو مخترعها، مخترعها Igor SIKORSKY الذي حلق بها بنجاح سنة 1940. يعني أن الإختراع ه و تحقيق أو تجسييد الفكرة على أرض الواقع.

من خلال التعاريف السابقة يمكن تلخيص مفهوم الابداع، الاختراع والابتكار على ان الاول عبارة عن فكرة جديدة او حل لمشكل حالي او مستقبلي خارج عن نطاق العادة، او هو طريقة تفكير جديدة تعطيك فكرة مثالية. أما عن الاختراع فهو ناتج عن الاول اي الابداع، وهو تجسييد الفكرة او طريقة تطبيقيها بطريقة تسمح بتنفيذها او استغلالها، وعادة ما يأخذ وقتاً كبير في تحقيق تلك الفكرة. وفيما يخص الابتكار فهو مجموعة عمليات تتضمن الابداع و الاختراع اضافة الى اللب و الذي هو القيمة المقدمة من خلال هذا الاختراع سواءا كانت اجتماعية أو اقتصادية التي بدونها لا تتكتمل عملية الابتكار.