لا ليست رواية لـ دان براون .. وليست فكرة مؤامراتية .. إنها حقيقة صادمة، الإنترنت بالكامل يتحكم به سبعة مفاتيح حقيقية يحملها سبعة أشخاص!.

استطاعت صحيفة الغارديان أن تحضر ما يعرف بـ مراسم المفتاح وهو أشبه بإجتماع رسمي تنظمه منظمة إيكان المسؤولة عن تسجيل أسماء النطاقات و إدارة عناوين الإنترنت.

تملك منظمة إيكان قاعدة بيانات تحوي أسماء النطاقات ومقابلها بأرقام IP تلك النطاقات، بمعنى بدلاً من استخدام رقم IP للدخول لأي موقع فإن المستخدم يكتب اسم النطاق لأنه أسهل للحفظ، و إيكان هي التي تخبر المتصفح أن اسم النطاق هذا يتوافق ويتطابق مع رقم IP معين.

فلو تمكن أي شخص من الوصول إلى قاعدة بيانات منظمة إيكان فإنه يمكنه فعلياً التحكم بالإنترنت بالكامل، فمثلاً يمكنه أن يغير رقم IP أي موقع مع اسم النطاق المتطابق معه، مثلاً يمكنه أن يجعل الناس لما تدخل موقع قوقل أن يتجه المتصفح ويعرض موقع فيس بوك لكن النطاق المسجل في المتصفح هو نطاق قوقل.

وهذا يفتح الباب واسعاً أمام القراصنة، تخيل لو أنك كتبت موقع البنك الذي تتعامل معه أو موقع باي بال في شريط العناوين و توجه المتصفح إلى موقع مزور يحمل نفس التصميم للموقع المطلوب، هذا الخطأ في التوجه نتيجة تغيير حصل في قاعدة بيانات إيكان.

وإن حصل وتم اختراق قاعدة بيانات إيكان وإجراء تلاعبات فيها فسيتوجب على المنظمة إعادة إنشاء القاعدة من جديد، لذا جاءت بطريقة تجعل من الصعب جداً أن يتمكن أي شخص من اختراقها وذلك من خلال اختيار سبعة أشخاص تعطي لكل واحد منهم مفتاح حقيقي، وتختار سبعة أشخاص آخرين تعطيهم نسخ احتياطية من تلك المفاتيح.

كل واحد من هذه المفاتيح الحقيقية يفتح صندوق من سبعة صناديق مخبأة حول العالم وبداخل كل صندوق يوجد بطاقات ذكية، عندما يتم فتح الصناديق السبعة بالمفاتيح السبعة وتحصل على البطاقات الذكية السبعة معاً، يتم تشكيل ما يعرف بالمفتاح الرئيسي master key وهو يعمل كشيفرة كمبيوتر، أي مثل كلمات المرور التي يمكن استخدامها للدخول إلى قاعدة بيانات منظمة إيكان.

يجتمع حملة المفاتيح السبعة أربعة مرات في السنة منذ عام 2010 ويتم إجراء مراسم خاصة لتغيير المفتاح الرئيسي، أي كأنك تنشئ كلمة مرور جديدة لقاعدة البيانات.

وفي المكان الذي يلتقي به الأشخاص الذين يحملون المفاتيح يتم تطبيق إجراءات أمنية مشددة حيث هناك أبواب مقفلة لاتفتح إلا بالمفاتيح التي معهم وهناك أجهزة مسح ضوئي وحتى أن الغرفة التي يلتقون بها يتم عزلها عن الإتصالات.