شاركنا رأيك: كيف تبحث عن الحقيقة؟ وكيف تتعامل مع المجادلين من أجل الجدل؟

نعم نعم، أشكرك أخي على هذا التوضيح وبالفعل هي طريقة ذكية للوصول للحقائق ولكن مشكلتها الوحيدة مع بعض الأمرور كالدين مثلا أن هناك أمور دينية لم يفهم منها السبب في فعلها ولا نعلم لماذا تفعلها وأخذت هكذا عن رسول الله لذلك إن جردت كل الأمور سأشكك في أشياء كثيرة. وبعض الأشخاص بسبب كثرة الشكوك هذه - والتي ربما لم يصل لأجوبة بالنفي أو بالإثبات عنها - يترك الدين.

شكراً لك، هذه هي الحقيقة صراحةً وفكرة أن يحيا الملحد حياة جيدة (رهان الملحد) وسيلة جيدة برأيي ومعادلة رابحة بكل الإحتمالات، أنصح بقراءة الصفحة الإنكليزية على الويكيبديا للتعرّف على الفكرة أكثر، كون العربية معلوماتها ضحلة.

ما دمت متوقف عن البحث عن هذه الحقيقة لماذا تضع ردودًا على الموضوعات الدينية ومهتم بها إلى هذا الحد؟

هذا يعود لأسباب كثيرة حسب الموضوع، إن كان الموضوع أقرب للفلسفي فهذا أناقشه جيداً لأنه لا يمسّ الإسلام بصورة خاصة بل يمسّ فكرة وجود صانع للكون بشكل عام (رهان باسكال، معضلة الشر، الخ.)، إن كان موضوع متخصص بأفكار إسلامية بحتة لا أناقشه أبداً أو أبدي رأي وملاحظة محتفظ بها لا أكثر، لكن يوجد مواضيع إسلامية تمسّني تلك أناقشها مثل موضوع حد الردّة، وبكل الأحوال أنا متوقف من فترة عن طرح المواضيع الدينية، ولا نية لديّ لطرحها، وإن طرحتها غالباً أطرحها من منظور فلسفي عام كم ذكرت وليس إسلامي، وأريدك أن تعرف أنه لا يوجد نيّة خفيّة لديّ بتحويل أحدهم لملحد، وأنني لا أهتم إن ألحد أحدهم أو آمن، أنا فقط لديّ تساؤلات وملاحظات أطرحها ولا أجبر أحداً على تصديقها أو مناقشتها، وحرية التعبير هذه حق لنا جميعاً طالما أننا لا نشخصن مع الأعضاء.

وهل اهتمامك بالموضوعات الدينية يعني أنك تشكل في أنه يمكن أن يكون الله موجود ؟

أحبّ أن أكون صادقاً ولن أكذب عليك، بكل صدق جوابي لا، لا أعتقد ذلك أبداً، لكنّي أحاول أن أحيا حياة جيّدة بكل ما أستطيع.

بكل الأحوال أشكرك على حسن نيتك دائماً، وأتمنى ألا تعتقد أنني أحبّ إزعاج المؤمنين أو استفزازهم وأعتذر إن أعطيتك هذا الشعور، أنا فقط أناقش وكأي مُناقش بالدنيا أحياناً نحتد ونتعصب لأفكارنا، ولا تغضب من أي لاديني (ملحد أو لاأدري) إن لم يأخذ بحججك بعدما تردّ عليه، أعتقد أنك تعرف معنى الإيمان جيّداً، فالإيمان لا يكون فقط خطوات متقاربة وصولاً لإدراك وجود الله، أي أن الأمر ليس معتمد مئة بالمئة على البحث، هناك قفزة كبيرة يجب أن تتخذها أولاً دون إثبات وبعدها تبدأ تُناقش بأمور الدين، هذه القفزة هي فرضية وجود الله والتي تُدعى إيماناً، لذا حين تُناقش أي لاديني هنا بأي موضوع، أنت تشرح له ما بعد القفزة ولربما تقنعه بذلك بعدما يقفز، لكن هو بالأساس لم يقفز ولهذا يأتيك شعور بأنه يجادل فقط ليُجادل بعدما فندّت أنت كل حججه، ولهذا أنا لا أتعمق بالنقاشات الإسلامية كثيراً، وأميل لمناقشة فكرة صانع الكون بشكل أعمّ.

هناك أخي فروقات بين العلماء والشيوخ. أعي أن هناك بعض الشيوخ ينظرون بسطحية لمسائل الدين ولكن هناك العلماء وهم قلة؛ لهذا رددت عليك في الموضوع الآخر أن القاعدة التي أعتمد عليها شخصيًا هو قول الله وقول الرسول المؤكد عنه.

معنى الإسلام من وجهة نظري مفهوم عام ولا يقصد به فصيلة بعينها، فمن وجهة نظري أن من يؤمن أن لهذا الكون إله خلقه (أي آمن) وهو لا يؤذي أحدًا وهو إنسان صالح؛ فأظنه عن نفسي من أهل الجنة حتى لو لم يكن من ضمن فرقة المسلمين. أنا أنظر لمفهوم الإسلام بمعنى عام، أي أن هناك (غير مسلم في البطاقة) ولكنه مسلم بالأفعال.

كل فكرتي هذه تعبر عن وجهة نظري وفهمي.

سألني شخص في مرة، هل اليهود والمسيحين سيدخلون الجنة، فقلت له الله أعلم - فقال لي بل هم كافرين بنص القرآن، قلت له من كفره القرآن فهو كذلك ولكن لا يمكنني أن أسقط هذا الحكم على فلان النصراني لأني لا أعلم حقيقه إيمانه؛ فلعله مسلمًا.

اجل في بؤس : )

هذا السطر الأخير معضلة حقيقية بالنسبة لي.