ساعدوني في شبهة تتلقفني

فقط مثال لتخيل الأمر وتقريب الفهم فيما يتعلق بالأم.

في الحياة الدنيا إذا علمت أم أن ابنها سيحكم عليه بالسجن قد تنهار، لكن لو عرض عليها ما فعله ابنها المجرم من جرائم مثلا خطف واغتصاب وقتل لأطفال أبرياء حينها ستدرك الأم مدى فداحة جرم ابنها وهي من ستطلب من القاضي أن ينزل على ابنها أقسى أنواع العقاب، ولن تندم ولن تحزن بعد إعدامه، بل سيرتاح ضميرها أنها أنصفت تجاه ما اقترفت يدا ابنها.

وكم نسمع عن قصص من تبرأ أهل من أبنهم بعد ارتكابه لجرم.

اذا كان الجواب لا ، اي ان الذاكرة ستمحى فهذا معناه انه سيصبح شخصا اخر ، فالذكريات والتجارب الانسانية هي التي تكون الانسان ، وبالتالي فكانه سيجازي شخصا اخر غير الذي كان

يوم الحشر يعيد الله للانسان لحمه وعضمه وكل أحشائه..

هل ستكون الام سعيدة ! ام انها ستبقى حزينة طيلة وجودها على ابنها وهو في النار

يوم القيامة، كل يبحث عن مفره من النار وعبور الصراط، فيكون هناك الشقي الذي عمل لدنياه والسعيد الذي عمل لاخرته.

عندما يبعث الإنسان يوم القيامة يتذكر كل شيء ختى تلك التفاصيل الصغيرة جدا التي تمر أمامه

قول الله تعالى :

وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) سورة البلد

ويقول ايضا:

وَنَادَىٰ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا ۖ قَالُوا نَعَمْ ۚ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 44 الأعراف

أما المشاعر فإنها تتغير ، كل يفكر في نفسه

قال سبحانه :

﴿ فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (38) ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ (39) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ (40) تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ (41) أُولَئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ (42)﴾ [سورة عبس]

هناك الكثير من الأيات القرآنية واضحة في هذا الأمر

أولًا ليس كلّ تغيّر في ميل وذاكرة الإنسان هو تحويل لإنسان آخر؛ فمثلًا أنا البراحة كنتُ أذكر أشياء لا أذكرها حاليًا، هل يعني هذا أني إنسان آخر؟!. أيضًا قد أكون قبل سنة مُحبًا لإنسان لا أُحبه الآن، هل هذا يعني أني لستُ نفس الشخص الذي كنته قبل عام (بالنسبة لذاته). وإيضًا إن مات لامرأة ابن، وحزنت عليه، ثمّ مرّت السنين ونسيت حزنها، هل يجعلها هذا إنسانة أخرى لا علاقة لها بسابق عهدها قبل نسيانها؟!.

ثانيًا تلك الأم التي مثّلتَ بها يمكن أن نتصورها أفضل من هذا إذا عدنا إلى ما قبل الجزاء، حين الحشر والحساب، وكيف يفر الناس من أقرب من يعرفون؛ وما ذلك إلا لما ينزل بهم في أرض المحشر.

فإن كانت تلك الأم من أهل اليمين، فإن فيض ما ينزل عليها من النعيم ينسيها (بمشيئة الله) حزنها على ابنتها التي في النار. وهذا ما أظنه والله أعلم؛ فالجنّة هي النعيم التام الذي لا تُنقصه شائبة.