يكاد لا يمر يوم دون أن أقرأ خبراً هنا أو هناك يُمتدح فيه سرعة انتشار الأسلام... و يكون الخبر مزوداً بإحصائيات و مقارنات مع الديانات الأخرى..

حسنٌ جداً...ثم تكمل تصفحك لتقرأ خبراً مفاده أن الشخص الفلاني ( عادة ما يكون شخص مشهور) قد أعجب بطريقة وضوء المسلمين فقرر أن يعتنق الإسلام، أو أعجب بالترتيب الفريد أثناء أداء مناسك الحج أو حتى أعجب بصوت الأذان و خشع له بطريقة لم يستطع مقاومتها و عليه قرر اعتناق الإسلام.

..نفس الشيء يمكن قوله عن باقي الأديان تقرأ خبراً مفاده أن شخصاً ما قرر تغيير عقيدته لانه أعجب بمظهر أو طقس معين..مثلاً شخص ملحد أعجب بصورة المسيح التي تفيض محبةً..

عادة أجد نفسي أمام فكرتين من هذه الأخبار:

الأولى- أن هذا الشخص غير عقيدته بعد صراع طويل و بحث جاد و لخص إلى أن هذا الطريق الصحيح.و هذا ما قد تختصره الجهة الأعلامية لتزيد من روعة الخبر و تجذب نسبة قراءة أكبر عن طريق عرض الخبر بصورة مبهمة و مقتضبة..

و الفكرة الثانية -هو أن هذا ما حدث حقيقة و أن مظهراً ما أو طقساً معيناً كان كفيل بأن يقنع الشخص ليغير إيمانه من الإسلام إلى المسيحية أو غير ذلك!

و أمام هذه الفكرة الثانية أقف حائرة حقيقة...فلطالما اعتقدت أن تغيير المعتقد لا يتم إلا عبر طريق طويل جداً من البحث فكيف لهم أن يصوروه بهذه السهولة؟

و إذا كان دخول البعض في دين معين يسبب شيء بسيط كحرص الدين على النظافة مثلاً، أليس من المرجح أن يترك الدين لدين آخر لسبب بنفس هذه البساطة؟

هل من الممكن أن يعتبر إيمان هذا الشخص صحيحاً أو صلباً أمام باقي المعتقدات بما أنه بني على أساس ظاهري ضعيف؟

...هل هذه الطريقة الصحيحة لاعتناق أي دين؟