كثير منا يعتقد أن إظهار مواهبه للسيد في العمل يزيد فرصته للترقي وهذا أمر خاطئ ، لذلك يجب عليك أن تتعلم بعض المهارات التي يجب أن تتعامل بها مع رئيسك في العمل ، إجعل أولئك الذين هم فوقك يشعرون دائما بتفوقهم بشكل مريح ، وفي رغبتك لإرضائهم وإثارة إعجابهم ، ولكن لا تذهب أبعد من اللازم في إظهار مواهبك ، وإلا فقد تحقق العكس ، أي تثير الخوف وانعدام الامن .

وهنا قصة قصيرة توضخ ما قيل ، وتدور أحداث هذه القصة بين ملك ووزيره وهذا الوزير هو وزير مالية الملك لويس الرابع عشر ، وكان هذا الوزير رجلا يحب البذخ والإسراف ، وكان الملك لا يستغني عنه أبدا بل يحتاج إليه كثيرا ، وكان هذا الوزير يطمح أن يكون رئيس الوزراء ، فقرر أن يتملق الملك لعله يعطيه ما يريد ، فقرر إقامة أروع حفلة شهدها العالم علي الإطلاق ، وكان الغرض الظاهري من تلك الحفلة هو الإحتفال باكمال قصره الريفي الضخم ، ولكن مهمتها الحقيقية كانت تكريم الملك ، وحضر تلك الحفلة ألمع نبلاء أوربا ، الذين اتفقوا جميعا علي أن هذا الحفل كان أشد ما شهدوه إثارة للذهول علي الإطلاق ، وفي اليوم التالي قام قائد حرس الملك بإلقاء القبض علي هذا الوزير ، وتم وضعه في السجن حيث أمضى الأعوام العشرين الأخيرة من حياته في الحبس الإنفرادي .

وتفسير ما حدث كالتالي ، كانى الملك لويس الرابع عشر يريد أن يكون محط الانتباه في كل وقت وحين ، فلم يكن يطيق أن يتفوق عليه أحد في أي شئ حتي في البذخ والإسراف ، وبالتأكيد لم يطق أن يأتي هذا التفوق من وزير ماليته ، وأيضا لكل شخص مخاوفه وعندما تعرض نفسك في العالم ، وتكشف عن مواهبك ، فإنه من الطبيعي أن تثير كل أنواع السخط والحسد وغيرها من مظاهر انعدام الأمن ، أما بالنسبة لمن هم فوقك فإن عليك أن تتبع نهجا مختلفا ، فإن التفوق علي السيد في الإشراق ربما كان أسوء الغلطات علي الإطلاق ، ويجب عليك أن تعلم جيدا أن أولئك الذين يصلون إلي مراكز عليا في الحياه كالملوك والملكات ، يريدون أن يشعروا بأنهم آمنون في مراكزهم ومناصبهم ، وأنهم متفوقون علي جميع من حولهم في الذكاء والجاذبية ، وأن سوء الفهم القاتل هو اعتقادك بأنك عند استعراض مواهبك والمباهاه بها تكسب عواطف السيد ، فقد يتظاهر بتقديرها ، ولكنه عند أول فرصة سيستبدل بك شخصا أقل ذكاء وجاذبية منك .

+

+

+

+

تعديل