التجارة والزراعة والصناعة والفنون:

عملت بلاد اليمن بالتجارة بحكم توسطها بين بلاد العالم فتجلب البضائع من الهند والصين عن طريق البحر ثم تنقلها عن طريق البر، وكانت تنتج البعض مثل البخور والعطور والطيب والصموغ، وصناعة السيوف والجلود والبٌرد، وزرعوا سفوح الجبال وحفر القنوات وأنشأوا السدود مثل سد مأرب، وبرعوا في العمارة كما فعلوا في قصر غمدان الذي قيل أنه تكون من 20 طابقًا، ولم تكن صناعة التماثيل متقدمة، ولم يكونوا بمبدعين، وكانت تبنى مدائنهم على مرتفعات وكانت مأرب مدينة دائرية الشكل تمامًا بشكل غريب

اللغة والدين:

تكلموا لغة سامية تمت للحبشية بصلة، لا علاقة لها بلغة الشمال، والكتابة ليس بها حروف متحركة وتكتب في حروف منفصلة فيما عرف بخط المسند وأبجديتها مثل الأبجدية الفينيقية، ومن بين آلهتهم عطار -الزهرة- مثل عشتار، والقمر والشمس، والإله ود البابلي والإله عم لقتبان، والإله مقاه لسبأ، والإله تعلب ريام لهمدان، وعبدوا الملوك، وكانوا يؤدون الحج في شهر ذو الحجة أو المحجة، واسم الكاهن "رشو"، وشاع ذكر الرحمن بعد انتشار اليهودية وغيره من اسماء الله.

وفي بناء سد مأرب إختلاف بين العرب حول من بناه، ولكن لأن رواياتهم كلها لا تقوم على أي دليل فسنتجنبها، ولكن من النقوش التي تم إيجادها بالقرب من السد أن "يثعمر بين بن سمعهلي ينوف" ووالده شاركا في بناء السد، وبالتأكيد بناء السد لحفظ مياه المطر للزراعة، ولكن تم ترميم السد بعد تحطمه في القرن الثاني ق.م عدة مرات، ولكن بعد تصدع السد ترك أهل مأرب اليمن ويقول الؤواة العرب أنهم انقسموا لعدة قبائل:

1-بنو ثعلبة بن عمرو بن عامر، منهم الأوس والخزرج، سكنوا يثرب

2-بنو حارثة بن عمرو، خزاعة الذين ساروا إلى مكة وطردوا جرهم.

3-عمران بن عمرو، أزد عمان، سكنوا عمان

4- بنو جفنة بن عمرو، ساروا إلى الشام وأصبح أبناؤهم الملوك الغساسنة

5-لخم بن عدي، منهم ملوك المناذرة بحمير

6-طي، نزلوا جبلي أجا وسلمى

7-كلب بن وبرة، من قضاعة، سكنوا شمال نجد ببادية السماوة

الأصل اللغوي:

كلمة "يمن" يقول البعض سميت كذلك لأنها يمين الكعبة وهو افتراض ضعيف علميًا لا معنى له حقيقةً، وهنالك أفتراض بأنها جاءت من "اليمن" أي الخير ومن الفعل "من" للدلالة على كثرة خيراتها، وهنالك من قال أنها جاءت من "اليمين" لتفاؤل العرب بل على الأغلب كل العالم بشكل أو بآخر باليد اليمنى، وفي المعجم السبئي أن الكلمة فعل معناه "يهيمن" والهاء في الفعل تبرز في المضارع المضعف، وقد جاء في العبرانية وهي لغة سامية أيضًا "يهقطل" بمعني "يقتل"(1) والأفضل أن نجمع كل هذه التعريفات معًا.

اللغة(1):

اللغة العربية الجنوبية قبل الإسلام بمدة قليلة كانت تشبه العربية الشمالية في كل شيء تقريبًا، ولكن ما زال قول أبي عمرو بن العلاء "ما لسان حمير وأقاصي اليمن لساننا، ولا عربيتهم عربيتنا" وصمة على عربية اليمن، المشكلة هنا ليست أن ابن العلاء خص بالذكر "حمير وأقاصي اليمن" وأن اللغة الحميرية مختلفة عن العربية اليمنية، ورغم ذلك تجد البعض يستدل بهذا القول لنفي عربية اليمن، ولكن لا يمكن نفي أن الحميرية قد دخلت قليلًا في عربية اليمن مثل قلب ال التعريف ميمًا، وقد وردت أحد الأحاديث الشريفة بهذه اللهجة، وهنا يكون نفي ابي عمرو لما تبقلا من الحميرية في لهجة أقاصي اليمن، وقد سادت اللهجة اليمنية -أول اللغة اليمنية- قلب الألف واو مثل "الحيوة" و"الصلوة" وهي مسألة يتفقون فيها مع أهل الحجاز كما في "شرح الشافية"، وقول البعض بشيوع الشنشنة وهي قلب الكاف شينًا والشكشة وهي وضع الشين بعد الكاف، والرد بأنها ليست مقتصرة على اليمن فقط، فهي منتشرة في الكثير من المناطق حتى وقتنا هذا، والتلتلة أي كسر تاء المضارعة ينتشر مثيلها في كثير من لهجات أخرى في شمال ووسط وجنوب الجزيرة مع ياء المضارعة، واي محاولة لفصل عربية اليمن عن باقي اللهجات العربية هي محاولة فاشلة بشكل أو بآخر في أغلب الأحوال لأنها تقتصر على كلمات قليلة، وأبسط دليل هي كتب علماء اليمن في القرون الأولى من الهجرة فأنظروا لعربيتهم وتأملوا، ويمكنكم مراجعة كتاب في اللهجات العربية لد.إبراهيم السامرائي.

(1) في اللهجات العربية القديمة ص 74:100