سبأ:

أشهر دول اليمن حتى يطلق على كل ممالك اليمن سبأ تساهلًا، ويرجح أغلب العلماء أن السبأيين أصلهم من الشمال، هاجروا إلى اليمن وسكنوا بجوار المعينيين، وبمساعدة قتبان استطاعوا السيطرة على معين واقامة دولتهم ويرجح لهذه الهجرة إلى 1500 ق.م وبناء الدولة 1200 ق.م، بعد حروبهم مع معين أستطاعوا الإستيلاء على دولتهم، وتم ذكر أسماء يثعمر السبأي وكرب إيل السبأي لدى حكام الإمبراطورية الآشورية كملوك قدموا لهم الهدايا، ويقسم تاريخها لقسمين قسم يلقب الملك بمكارب وآخر بملك سبأ.

ويرجح العرب أن الاسم سبأ من الفعل سبا لكثرة سباياهم، ولكن الكتابات العربية في هذا المجال شحيحة بسبب الصراع بين العرب والشعوبيين، وكانت عاصمتهم مآرب، ومن أغرب النقوش هي نقش منقوش عليه "عبد شمس بن يشجب يعرب بن قحطان" وهو صراحة أمر يثير القشعريرة لأنه يدل على أن روايات العرب فيها شيئ من الصحة، وأن هذه الأنساب لها قيمة ما في التاريخ.

مكارب:‬

زمهر علي-سمعهلي ينوف-كرب إيل واتر-يثعمر بين__سمعهلي-يدغيل ذرخ-يثعمر واتر-سمعهلي ينوف-يثعمر واتر- يدعيل بين__يثعمر-كرب إيل- سمعهلي ينوف

بدأ المحتمع السبأي مجتمع قبلي يحكمه شيخ القبيلة تربطهم القبلية وعبادة الههم "المقة"، وبنوا مدينتهم الأولى صرواح بين التلال وشيدوا بها معبدًا للمقة، ثم أنشئوا مآرب وعلت مكانتها حتى أصبحت العاصمة وأنشأوا معبد آخر للمقة المعروف بصرح بلقيس، وتدل آثارهم على تقدمهم في فن العمارة وهندسة الري وأشهرها سد مأرب وقاموا بعدة حروب لبسط نفوذهم، ومن أشهر النقوش نقش النصر في معبد صراوح والذي يصف عدة حملات للمكارب

ملوك سبأ:

سمعهلي ذرخ-إيل شرح-كرب إيل__يثعمر-كرب إيل واتر—يدعيل بين__وهب إيل يحوز-كرب إيل واتر يهنعم__وهب إيل-أنماروم يهيمن__زمر علي ذارح-نشكرب يهيمن-واتر واتروم يهيمن-يكرب ملك واتر-يريم أيمن.

الفاصلة الصغيرة نفس العائلة والفاصلة السفلى الكبيرة تدل على عائلة اخرى.

سقوط دولة سبأ:

ظل رخاء السبأيين مستمرًا حتى تحول طريق التجارة من البر إلى البحر،فقد كانت تجارة تنتقل إلى حضرموت ثم مأرب العاصمة ثم مكة ثم المدينة ثم بطرة، في القرنين الثاني والأول قبل الميلاد بعد جهود البطالمة وإعادة فتح قناة سيزوستريس التي تشبه السويس الآن في عملها، وأيضًا أكتشف الغرب أن البضاعة التي كانوا يظنون أن بلاد العرب الجنوبية مصدرها ما هي إلا بضاعة الهند، مما أدى لتدهور وإهمال سد مأرب فسقط وحدثت حادثة سيل العرم وهاجر بعدها الكثير من عرب الجنوب إلى الشمال وإلى العراق وغيرهم.

بعد أزدهار البطالمة وخفوت نجم سبأ وسقوطها ظهرت دولة حمير، تزامنًا مع ضعف البطالمة وعودة التجارة إلى البر مجددًا وسقوط دولة القتبانيين، وقسمت لدولتين: أولى وثانية حسب اسماء ملوكهم، وكانت الدولة الثانية ما يعرف بدولة "التبابعية" و"ذو راديان"

الدولة الحميرية الأولى:

حدث فيها محاولة الرومان فتح بلاد العرب الجنوبية 24 ق.م لاستغلال مواردها والسيطرة على التجارة، بمساعدة الأنباط، وفشلت لخيانة وزير الأنباط سيلوس لهم وعدم دراية قائد الحملة بطبيعة بلاد العرب مع اننا لا نجد ذكر لهذه الحملة في أي من النقوش السبأية أو الحميرية، وحدث فيها هجرة بعض اليمنيين إلى الحبشة وأنشئوا مستعمرة بها، ومن ملوكها إيلي شريحا -ليشرح بن يحضب- الذي أسس قصر غمدان، وكان نظام الحكم إقطاعيًا في أساسه ومزيج من القبلية والأرستقراطية، وجاءت نهايتها بعد تذبذبهم بين الطريقين البري والبحري ومزاحمة الرومان لهم في الطريق البحري فضاعت تجارتهم.

الدولة الحميرية الثانية:

وعادوا مجددًا بعد ضم حضرموت وبلاد اليمن ومناطق مجاورة، وقص حولها العرب الكثير من الأساطير، وبدأت فيها الديانة اليهودية والمسيحية بمزاحمة الوثنية، وبدأت فيها على المذهب المنوفستي اليعقوبي، وشجعتها روما لأهداف سياسية، وأتخذ ملوكها اليهودية وشجعوا عليها كنوع من الدفاع المضاد ضد روما التي شجعت المسيحية.

أهم ملوكها ذو نواس، وهو الملك الوحيد الذي يتفق اسمه في المراجع العربية واليونانية والآثار، ويقال أنه صاحب حادثة الأخدود وحارب أهل نجران واضطهد النصارى فاستعانوا بامبراطور روما -جوستنيان، فأرسل إلى الحبشة التي أعتنقت المسيحية وجعلهم يحتلون اليمن

الدور الحبشي:

لم تكن المرة الأولى، وهنالك نقش لملك حبشي أخذ ألقاب الحميريين، ويرجع البعض الغزو إلى قصة أصحاب الأخدود مع أن الأكيد أنها سبب ظاهري يخفي الكثير، وكانت الغزوة كالتالي فقد أرسل ملك الحبشة -كلب إلى أصبحا- إلى بلاد اليمن جندًا بقيادة أرياط ومعه قائد يسمى أبرهة الأشرم، فأنتصروا وأتخذوا صنعاء عاصمة لهم، وأقام أرياط فيها سنينًا يحكمها باسم ملك الحبشة حتى نازعه فيها أبرهة الحبشي -الأشرم- أنتصر فيها أبرهة على أرياط وخرج بشرمته تلك، فغضب النجاشي لمخالفة أبرهة أوامره ولكن أبرهة استرضاه وبين له طاعته، وبنى كنيسة القليس، ولكن دنسها اثنان من العرب فغضب وقرر هدم الكعبة وما يلي ذلك من القصة المعروفة، ثم ملك بعد أبرهة أبناءه حتى قرر ذو يزن وابنه سيف بن ذو يزن التخلص من الأحباش بعد سوء سمعتهم ومعاملتهم لهم، فاستعان بكسرى عن طريق ملك الحيرة النعمان بن المنذر.

الدور الفارسي:

بعد استعانته بكسرى منحه مجموعة من الرجال الذين هزموا مسروق آخر ملوك الحبشة في اليمن، ثم ولى كسرى سيف بن ذز يزن على اليمن ويقال أن عبد المطلب ذهب ليهنأه، وأخذ سيف يقتل الأحباش في بلاد اليمن تقتيلًا وأبقى مجموعة حوله كعبيد قتلوه في النهاية، فبعث ملك كسرى قائده وهزر وأمره ألا يبقي فيها حبشيا، وولاه عليها، وبعد موت وهزر تولى ابنه المزربان ثم حليفه وآخرهم بازان أعتنق الإسلام.

وهذه كانت تكملة ملخص قد كتبته العام الماضي لتاريخ اليمن من كتاب "عصر ما قبل الاسلام" من اصدار دار هنداوي، وبعض من كتاب "تاريخ اليمن القديم".