ظهر الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس مطلع القرن العشرين، يعد احد رجال الإصلاح في الجزائر والوطن العربي، تصدى بافكاره ومبادئه الإستعمار الفرنسي بالجزائر، أسس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وذلك في سنة 1931 بنادي الترقي بالجزائرالعاصمة.

حارب الإحتلال الفرنسي بمحاربة الجهل والخرفات والبدع واتباع الطرقية في المجتمع الجزائري، اهتم بتعليم الشعب الجزائري وتعريفه على دين الإسلام احق معرفة.

-نشأته

هو عبد الحميد بن محمد المصطفى بن المكي بن محمد كحّول بن الحاج علي النوري بن محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن بركات بن عبد الرحمن بن باديس الصنهاجي. ولد يوم الجمعة الموافق ل 4 من كانون الاول 1889 في قسنطينة عاصمة الشرق الجزائري،توفي رحمه الله في 16 من ابريل 1940.

-طلبه للعلم

حفظ القران وختمه على يد شيخه محمد المداسي وهو إبن ثلاث عشرة عاما، وتلقى مبادئ العلوم العربية والإسلامية بجامع سيدي عبد المؤمن على مشايخ أجلاء من أشهرهم العالم الجليل الشيخ حمدان الونيسي القسنطيني.

إلتحق الشيخ عبد الحميد بجامع الزيتونة سنة 1908 م وقد سمحت له هذه الفترة بالإطلاع على العلوم الحديثة وعلى ما يجري في البلدان العربية والإسلامية من إصلاحات دينية وسياسية.

في عام 1913 م إنتقل الشيخ الى الحجاز لأداء فريضة الحج، وحين أتم مناسك الحج زار المدينة المنورة وحينها إلتقى بشيخه الشيخ حمدان الونيسي الجزائري الذي هاجر إلى المدينة المنورة وأقام بها، وفي هذه الأثناء أبدى رغبته في البقاء بالمدينة المنورة إلى جوار أستاذه فضيلة الشيخ الجليل الونيسي بسب إعجاب العلماء به إعجابا شديدا لذكائه ورزانته، فرحب شيخه بهذه الفكرة ورغبه فيها، لما تعرف الجزائر من أوضاع مزريلة انذاك، ولكن نصحه فضيلة الشيخ احمد الحسين الهندي بضرورة العودة الى الجزائر لخدمتها ومحاولة إنقاذها مما هي فيه، فاقتنع بن باديس وقرر الرجوع الى بلده لخدمة دينه ووطنه، وفي تلك الأثناء التقى بن باديس في المدينة المنورة بالشيخ البشير الابراهيمي الذي كان مقيم هناك رفقة والديه، حيث اقام معه علاقة تعارف وحاول ان يتحاور معه في شأن الخطة الإصلاحية التي يجب أن تضبط لعلاج الأوضاع المتردية في الجزائر، واتفقا على خدمة بلادهما متى عادا إليها.

" وقد ذكر الشيخ محمد البشير الإبراهيمي أنهما لم يفترقا مدة إقامة الإمام عبد الحميد بن باديس بالحجاز، فكانا يقضيان الليل كله يحللان أوضاع الجزائر، و يحددان شروط و وسائل نهضتها ".

-العودة الى الوطن

عاد بن باديس الى ارض الوطن، والى مدينة قسنطينة بضبط حيث شرع في عمله الإصلاحي والتعليمي، وبدأ تعليم الكبار والصغار، وكان المسجد هو المركز الرئيسي لنشاطه ومن خلال هذا العمل قرر إنشاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتصدي للإستعمار الفرنسي ومحاربة اتباع الطرقية ومرويجي البدع والخرافات في اوساط الشعب الجزائري، ومن اجل إسماع صوته ورايه وإتجاهاته الإصلاحية ونشر مبادئه، لجاء الشيخ عبد الحميد الى الصحافة واصدر جريدة النجاح بالإشتراك مع الشيخ عبد الحفيظ بن الهاشمي سنة 1919، حيث نشر فيها بعض المقالات التي تعالج قضايا الدين والمجتمع وتصدى بها الاتباع الصوفية والطرقية انذاك ،ترك الشيخ جريدة النجاح لعدم قدراتها لإسماع صوته وارح يأسس جريدة خاصة به ألا وهي جريدة المنتقد سنة 1925 وسميت هذه الجريدة بالمنتقد لان في ذلك الوقت كانت هناك عبارة شائعة تقال كثيرا عند اتباع الطرقية "إعتقد ولا تنتقد" وكان شعارالجريدة "الحق فوق كل أحد والوطن قبل كل شيء" ثم أوقفت بعد العدد الثامن عشر، فأصدر جريدة الشهاب والتي إستمرت كجريدة الى غاية 1929 م، وبقي يأسس ويترك بسب مضيقات التي يواجهها من الاستعمار الى غاية تأسيسه لجريدة البصائر في اول من شوال 1354 ه الموافق من 27 ديسمبر 1935 م .

-تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

وذلك في05 من مايو 1931 بنادي الترقي بالجزائر العاصمة ،وفي 1936م دعا تنظيم مؤتمر اسلامي يضم التنظيمات السياسية كافة من أجل دراسة قضية الجزائر، وقد وجه دعوته من خلال جريدة الدفاع التي تصدر بالفرنسية، وفي شعبان 1328ه توفقت صدور مجلته بسب اندلاع الحرب العالمية الثانية 1939م-1945م .

" ابن باديس رحمه الله لعب دور هام في حركة الاصلاح الجزائرية والنهضة الاسلامية الجزائرية، تعرض الشيخ رحمه الله العديد من محاولات الاغتيال ولكن لم تكن ناجحة، توفي الشيخ عبد الحميد في 16 من ابريل 1940 بسب التعب والارهاق رحمه الله ومن تم خلفه رفيق دربه الشيخ محمد البشير الابراهمي وتراس جمعية العلماء المسلمين"

المصادر : موقع جريدة البصائر، السلسلة الوثائقية والتاريخية التي انتجتها قناة الشروق الجزائرية مع اعضاء جمعية العلماء المسلمين.