قبل الفتح الاسلامي كان سكان ما يعرف اليوم بالعراق و سوريا و فلسطين يتحدثون باللغة السريانية, مصر بالقبطية و شمال افريقيا بالامازيغية

ويجب علينا ان نأخذ بالحسبان لم تجري عمليات ابادة/تهجير للسكان الاصلين و لم يتم منعهم من التكلم بلغاتهم (الا ربما في بعض الحالات الخاصة)

فالسؤال المطروح كيف و لماذا استعربوا اذا!

هناك من يقول بفعل الفتح/الغزو العربي و الهجرات العربية فتبنى سكان تلك المناطق لغتهم, و لكن التاريخ يخبرنا غير ذلك

فالفرس(الاخمينيين) غزو ثم سيطروا لعدة قرون على العراق شرقا حتى مصر غربا و لكن رغم ذلك لم يتم تبني اللغة الفارسية بل احيانا حدث العكس!

اليونانيين بعد غزو الاسكندر, حلوا محل الفرس و على الرغم من قوة ثقافتهم و كثرة هجراتهم لكن لم يتحولوا سكان تلك المناطق للتكلم باليونانية

فلماذا تبنوا اللغة العربية اذا؟ لماذا سكان بلاد فارس(ايران) بعكس البقية لم يستعربوا!

  1. الدين: وهو العامل الرئيسي, فالدين الاسلامي له لغة واحدة هي العربية و لا يجوز اقامة الطقوس الدينية الا بها(مثل اليهودية مع العبرية و بعكس المسيحية)

و المسلمين فضلوا و رفعوا مكانة العربية و اعتبروها لغة مقدسة و هي لغة اهل الجنة و لغة ادم...الخ لذلك انتشرت و فضُلت العربية و ترسخت عبر الاجيال

و الدليل على ذلك نجد المسيحيين في سوريا و العراق حافظوا على لغتهم لحد الان

2-الهجرات العربية: هذه الهجرات و وجود العرب بجانب الدين ساهم بانتشار اللغة العربية بين السكان الاصليين

3-غياب الحس القومي: تلك البلدان كانت محتلة من قبل الفرس و الرومان لفترات طوبلة و هذا افقدهم الحس/النزعة القومية

بينما الفرس كان لهم نزعة قومية, فنجد ان اللغة العربية انتشرت بينهم في العصر الاموي, ثم تركوها في العصر العباسي بل برزت بينهم الشعوبية اي كره العرب

4-التقارب اللغوي مع العربية: كما ذكرت العراق و سوريا و فلسطين كانوا يتحدثون بالسريانية, و هي لغة سامية قريبة من اللغة العربية

لذلك نرى اللهجات في المشرق اقرب للفصحى مقارنة بالمغرب, و السبب اللغات الاصلية للمشرقيين اقرب للعربية.