إبان حكم العائلة القرمانلية لليبيا وتونس والجزائر حدثث هذه الحرب على مدار اربع سنوات ممتالية منذ عام 1801-1805م.

سميت بالحرب الطرابلسية لحدوثها على شواطئ طرابلس الغرب الليبية وتسمى احياناً بالحرب البربرية الامريكية الاولى ، ويطلق عليها في التاريخ الامريكي بالحرب المنسية .

خلفية الحرب:

عندما كانت القوات العثمانية تجوب البحر الابيض المتوسط تأخذ الاتاوات ممن يعملون في البحر المتوسط في مقابل حمايتهم من القراصنة كانت تخضع لها اغلب الدول الاوروبيةكـ بريطانيا والدنمارك وهولندا والبرتغال والعديد من الجزر في البحر المتوسط .

في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي بدأت السفن الأمريكية بعد أن استقلت أمريكا عن إنجلترا سنة 1776 ترفع أعلامها لأول مرة سنة 1783م، وتجوب البحار والمحيطات. وقد تعرض البحارة الاتراك لسفن الولايات المتحدة ، فاستولوا على إحدى سفنها في مياه قادش ، وذلك في يوليو 1785م، ثم ما لبثوا أن استولوا على إحدى عشرة سفينة أخرى تخص الولايات المتحدة الأمريكية وساقوها إلى السواحل الجزائرية التي كانت ولاية عثمانية اسمية انذاك.

ولما كانت الولايات المتحدة عاجزة عن استرداد سفنها بالقوة العسكرية، وكانت تحتاج إلى سنوات طويلة لبناء أسطول بحري يستطيع أن يواجه الأسطول العثماني والبربري اضطرت إلى الصلح وتوقيع معاهدة مع تركيا في 5 سبتمبر 1795 م، وقد تضمنت هذه المعاهدة 22 مادة مكتوبة باللغة العثمانية، وهذه الوثيقة هي المعاهدة الوحيدة التي كتبت بلغة غير الإنجليزية ووقعت عليها الولايات المتحدة الأمريكية خلال تاريخها الذي يتجاوز قرنين من الزمان، وفي الوقت نفسه هي المعاهدة الوحيدة التي تعهدت فيها الولايات المتحدة بدفع ضريبة سنوية لدولة أجنبية، وبمقتضاها استردت الولايات المتحدة أسراها، وضمنت عدم تعرض القراصنة لسفنها.

وبعد تلك المعاهدة امتنعت القوات العثمانية عن مهاجمة السفن الامريكية ولكنها لم تحصل على اي اتاوة مقابل ذلك مما ادى الى غضب الحاكم العثماني يوسف القرمانلي وقام بمراسلة الولايات المتحدة لطلب الاتاوات سنة 1801 لكن الرئيس جيفرسون رئيس الولايات الامتحدة آن ذاك لم يهتم لتلك المراسلة .

في تلك السنين شرَع الكونغرس الامريكي قانون لحماية التجارة الأمريكية وبحارة الولايات المتحدة من خطر القوارب العثمانية.

إعلان الحرب:

علم يوسف القرمانلي ببماطلة امريكيا في دفع التزاماتها فعمد الى حرق العلم الامريكي امام القنصلية في يوم 14 مايو 1801م ، وكانت هذه اشارة اعلان الحرب على الولايات المتحدة الامريكية ، وامر بانطلاق القوات البحرية للبحث عن السفن الامريكية والاستلاء عليها واجبار واشطن على دفع التزاماتها ، وطرد القنصل الامريكي من البلاد .

انطلاق الاسطول السادس:

في الوقت ذاته وقبل ان تصل الاخبار للرئيس جيفرسون ارسلت الولايات المتحدة أسطولها الحربي إلى البحر المتوسط ، وكان يدخل في عداده فرقاطتان جهزت كل منهما بـ44 مدفعا، وهما (بريزيدينت) و(فيلادلفيا)، وواحدة صغيرة مجهزة بـ32 مدفعا هي (إيسكس)، وأخرى شراعية مجهزة بـ12 مدفعا هي (انتربرايز).

اسر فيلادلفيا

في 31 أكتوبر 1803 تمكنت البحرية الليبية في مدينة طرابلس من اسر الفرقاطة المدمرة فيلادلفيا وعلى متنها 308 بحارة اميركيين استسلموا جميعا وعلى رأسهم قائدها، وامر يوسف لقرمانلي بأخد صاري الشراع ووضعه على قلعة السرايا الحمراء بطرابلس.

صورة توضح صارع الشراع فوق القلعة

 وعندما عجز الأمريكيون عن استرداد هذه السفينة تسللوا إليها وقاموا بنسفها حتى لا تصبح غنيمة في أيدي الليبين.

وفي الوقت ذاته كان الاسطول الامريكي قد شنّ هجوما على مدينة درنة الواقعة في اقصى الشرق الليبي وعملت على انزال الجنود فيها ، وكانت درنة اول قطعة برية تحتلها الولايات المتحدة الامريكية .

إنتهاء الحرب:

عقب معركة درنة فرضت القوات العثمانية والبربرية حصارا على القوة الغازية الموجودة فيها فعمدت الولايات المتحدة إلى المفاوضات وتم توقيع معاهدة انهاء الحرب في 10 يونيو 1805 عرفت ب إتفاقية طرابلس.

وطلب باشا ليبيا يوسف باشا من الولايات المتحدة غرامات مالية وظلت الولايات المتحدة تدفع هذه الضريبة حماية لسفنها حتى سنة 1812م .

كانت الحرب الطرابلسية نقطة انطلاق لتصبح الولايات المتحدة تملك اقوى الجيوش في العالم ، حيث بدأ التركيز على القوات البحرية خاصة ، واتخذوا نشيداً لهذه لحادثث فيلادلفيا يرددها جنود المارينز كل صباح الى اليوم

من قاعدة مونتيزوما إلى شواطئ طرابلس نحن نحارب معارك بلادنا في الجو والأرض والبحر