‏من الإضطهاد الذي مارسته الكنيسة -في العصور الوسطى- ضد العلماء.. أنها أحرقت بعضهم وهم أحياء ، وحكمت بالموت على آخرين ، ولم يتمتَّعوا في ظلها بالحرية في إبداء آرائهم ونظرياتهم العلمية الواقعية ، وكانت محاكم التفتيش تُحرِّم طبع أي كتاب لا ترغب هي في طبعه

‏كانت تُكمِّم أفواه الذين يطالبون بالحرية ، وأصدرت عقوبات قاسية لكل من تُسوِّل له نفسه الإعتراض على الكنيسة أو انتهاك قراراتها ، إذ كان السجن في معظم الأحيان في حجرات انفرادية ضيِّقة ، لا ينفذ إليها إلا أقل قدر مستطاع من الضوء والهواء

‏وكان الجلد والكي بالنار وبتر الأعضاء وسمل العينين -فقأها- وقطع اللِّسان وتهشيم الأطراف ، هي عقوبات يقرُّها القانون

أيضًا من المستطاع خنق المحكوم عليه بالإعدام داخل السجون ، أو إغراقهم في الماء سرًّا ، أو شنقهم في نافذة من نوافذ قصر الدوج ، أو حرقهم وهم مشدودون على عمود الإحراق

‏أما الذين ارتكبوا جرائم مشينة أو سرقات من الأماكن المقدسة ، فكانوا يُعَذَّبون بالملاقط التي تُحمى في النار حتى تُحمَر ، ثم تجرُّهم الجياد في شوارع المدينة ، ثم تُقطَع رؤوسهم وتُمزَّق أشلاؤهم

‏في ظل هذه المعطيات كان من الطبيعي أن تنشب ثورات طاحنة دامية كثورة فرنسا في سبيل الحرية.. والثورات العاصفة التي اجتاحت أوروبا ضد الإستبداد الكنسي