مما لا شك فيه أن وفاة الممثل الأمريكي الشهير «Rock Hudson - روك هدسون» لم تحدث أي تغيير في العالم، ولكن وفاته في 2 أكتوبر 1985 متأثرًا بالإيدز دقت ناقوس الخطر وأثار ضجة في الأوساط العلمية تجاه المرض الجديد القاتل القادم بلا هوادة إلى العالم في ثمانينات القرن المنصرم.

النجم الهوليودي الوسيم، الذي اكتسب شهرة عالمية، صدم العالم بإعلان حقيقة مرضه في يوليو 1985؛ وساهم كنقطة تحول في تاريخ المرض، حيث انتشار صيت الإيدز حول العالم. ليوفي في أكتوبر من العام نفسه.

وقد لاحظ الباحثين هذا المرض منذ عام 1959، إلا أن أول اكتشاف له كان فى أمريكا فى عام 1981، ثم تتابع تشخيص حالات هذا المرض فى جميع أنحاء العالم، حتى جاءت حالة «روك هدسون» لتكون بمثابة الصفعة؛ لتتزايد الأبحاث العلمية عن المرض، وتشدد الإجراءات الوقائية منه.

وبالأمس هزت الأوساط العلمية عقب الإعلان عن ثاني حالة في العالم لبالغ يتعافى من مرض نقص المناعة المكتسبة المعروف بالإيدز HIV.

وكانت رحلة التعافي المريض الذي عرف بـ «مريض لندن» شديدة العجب. فقد تم إصابته بفيروس الإيدز عام 2006، وكان يخضع للعلاج المتاح، والذي هدفه السيطرة على أعراض المرض، ولكنه فيما بعد أصيب بنوع من السرطانات، علاجه يحتم إجراء عملية نقل نخاع عظمي.

وهُنا تذكر الأطباء الحالة الأولي التي تم تعافيها من قرابة الـ 12 عام، وعرفت باسم «مريض برلين»، عندما قام الأطباء بنقل نخاع عظمي لها، ليختفي أثر الفيرس. فكان القرار بإجراء الجراحة من 3 سنوات، فكانت النتيجة شفاء الحالة من السرطان والإيدز.

العلماء يقول أن السر في الشخص المتبرع، الذي يجب أن يمتلك طفرة جينية نادرة مقاومة للفيرس، وبالتالي عند نقل النخاع العظمي للشخص المصاب، يقاوم بدوره إلى أن يختفي.

كل يوم يكسب العلم والطب بفضل البحث العلمي منطقة جديدة، بما يحمل براقة الأمل للكثيرين،

فالخبر يمثل نقله نوعية في طريق الطب، بالإضافة لقرب حلم السيطرة على مرض الإيدز والذي أفاق العالم على كابوسه منذ أكثر من 30 عام، إلا أن العلاج يمثل طفرة في العلاج بالجينات، من المؤك ستستفاد بها الأبحاث المتعلقة بالأمراض المستعصية كالسرطان والأمراض المناعية...