اقرأ كثيرًا عن نظام الغذاء النباتي ولا أريد أن أعيش اللحظة وأتحول لهذا الشخص بدون معرفة قصص ناجحة مع الأمر ومجربّة في الحقيقة منكم
هل لديكم تجارب مع هذا النظام وما هي أهم إيجابيته وسلبياته وكيف ابدأه؟
أكثر من رائع أقوم حاليًا بجمع مختلف الإرشادات والفيديو والتجارب حتى أقرر بعدها البدء في التجربة حاليًا قمت بتقليل اللحوم والبروتين الحيواني بشكل عام والحمدلله انخفض معدل استهلاكي للسكر تمامًا وهذا نفسيًا جعلني مستعدًا لتلك التجربة.
حسنا إن كنت سأتبع حمية بالتأكيد سأتبع Paleo Diet هل سمعت عنها؟ في هذه الحمية اللحم موجود وأساسي, والحبوب هنا هي العدو الذي يجب محاربته ويتجنبونه ! لأنهم يزعمون أنها تفرز بعض السموم حسبما فهمت؟ وهذا صحيح (نوعا ما),
لكنهم يكثرون من الخضار والفواكه أيضا. أعتقد أن هذه الحمية تعتمد على استهلاك كميات كبيرة من الخضار وكميات معقولة من اللحوم وتجنب الحبوب مع الأكل إلى أن تشعر بالشبع.
انا لا افهم حقاً لما تريدون التحول إلى نباتين( يمكنكم تقليل الحوم لماذا قررتم هذا القرار , استفسار فقط )
ثم ما ذكرته عن الحبوب الكاملة والزيوت المهدرجة والمواد الغذائية معاده التصنيع (معالجة ) أي احد يمكنه القيام بهذا دون أن يتحول إلى نباتي ( واحد منهم ) ونسبه للسكر قراءة عده مقالات عن تأثير السكر على الدماغ والجسم سوف تكون كافيه لكي تخفض معدلات استهلاك السكر إلى الحد ألادنا (كما حدث لي , لدرجه عدم استخدامه أو وضعه في الطعام , السكر والملح, حتى الشاي وغيره )
نسبه للحلويات قد امتنعت عنها في رمضان وغيره (قد تأكل كميه قليله جداً في الفترات الطويلة )
لكني أكل الحوم البيضاء مع تقليل كبير بي الحوم الحمراء ربما مره كل شهرين أو ثلاث (بستثناء المناسبات @@ )
(هل هذا يجعل مني نباتي)
أتمنى أن تجد قليلا من الأجوبة في تجربتي
تحولي إلى نباتي: الأسباب، والنتائج، وماذا بعد النباتي ؟
كشخص أقضي أغلب وقتي جالسا أمام مرسم أو على طاولة وأسهر الليل كله من أكثر من ثلاث سنوات، كنت قليل الحركة بسبب طبيعة دراستي وعملي وهوياتي ...ولم أكن أخرج إلا للدوام الذي أطيل الوقوف والجلوس فيه بالساعات أمام المرسم دون حراك، أما عن الخروج مع الأصدقاء فقد كان لي عدد قليل جدا منهم وخروجنا معا أقل من أن يعد على أصابع اليد الواحدة في الشهر، وصرنا نخرج لنجلس ولم نعد نلعب الكرة أو نذهب للسباحة. ثم أتت بعدها حالتي النفسية التي كانت تتراكم عليها الضغوط يوما بعد يوم إلى أن وصلت الذروة، لأسباب كثيرة: الحرب وبعدي عن أهلي منذ أكثر من سنتين وضغوط الدراسة والحياة عموما لتقضي بعدها على ما بقي من اجتماعيتي بشكل كامل فوجدت نفسي فجأة لا أخرج من البيت حتى للدوام في كليتي وابتعدت عن أصدقائي الذين سافر قسم كبير منهم حالهم حال كل شباب سوريا.
هذه العزلة جعلتني جليس البيت لا أخرج منه إلا لأشتري حاجياتي اليومية، هنا وبدون أن انتبه كان قد زاد وزني بشكل كبير حتى وصل لل 95 كغ، وبدأ يضغط على ركبتي التي تعاني من مرض روماتيزم مزمن وراثي عن جدي.
أدركت بعد 6 شهور من العزلة أني بحاجة إلى التغيير في طريقة حياتي اذا كنت أرغب بالحياة المستقبلية التي أخطط لها أن تتحقق فيجب أن أحافظ أولا على صحتي لكي تساعدني في رحلتي الطويلة.
معظمكم سمع بالمثل رب ضارة نافعة، هذا بالضبط ما فعلته عادتي الضارة " المشاهدة وقت الطعام " ، ففي إحدى المرات التي كنت أتناول غدائي الروتيني كتوقيت ونوع الطعام ونفس الطقوس البسيطة التي تتمثل بانتقاء فديو مناسب لأشاهده قبل أن أضع أي لقمة في فمي، ولأني من المعجبين بأحمد الشقيري فقد كانت الأولوية لحلقاته، كان الجزء الأخير من خواطر ، لا أذكر اسماء الحلقات لكن أذكر كل مشاهدها كيف أنساها وقد غيرت حياتي إلى الأبد.
كانت الحلقة تتحدث عن النفايات التي يرميها الناس بكل مكان لتأكلها الحيوانات إلى أن وصلت إلى مشهد حذر منه الشقيري بأنه قد يسبب إزعاج لبعض الناس ، استخرج حوالي 5 كيلو غرام من النفايات المتحجرة أغلبها بلاستيكية من معدة جمل مات بسببها... انزعجت كثيرا وتوقفت عن الأكل بقية ذلك اليوم. في يوم آخر وأيضا أثناء مشاهدتي حلقة أخرى كانت تتحدث عن الإسراف في الأكل وملايين من أطنان الطعام التي ترمى يوميا في حين أن هناك بالمقابل ملايين من الأشخاص لا يجدون لقمة يومهم، ولا أعلم أهو القدر أم الصدفة -لم أحسم أمري بعد بشأنهما - اللذان جعلاني أصنع لغدائي في ذلك اليوم بعض من قطع الدجاج والبطاطا المقلية كوجبة سريعة التحضير. كنت أضع قطعة لحم في فمي عندما أحسست بدفء دموعي تجري على خدي متأثراً بمشاهد الأطفال الأفارقة والنازحين الذين لا يجدون طعامهم المرمي مسبقا ترفا في بلدان أخرى. أحسست بالانزعاج الشديد ومرة أخرى لم أكمل طعامي.
جلست مع نفسي وصرت أواسيها بهدفي الكبير لحياتي: إنشاء أكبر مؤسسة خيرية لمساعدة الناس، لكنها وعلى غير العادة لم ترضى بعبارة " الوقت الحالي ليس بيدك حيلة لتساعد، انتظر حتى تحقق هدف حياتك ".
نظرت إلى طعامي وبلاوعي أدرت رأسي بسرعة...ما هذا النفاق، أنا أضحك على نفسي، هل كنت أفكر حقا بتلك النظرة أن أعود إلى وجبتهي الشهية وكأن شيئا لم يكن؟!!
استغليت الموقف وتأنيب الضمير الذي أحسست به ، لقد حان وقت التغيير
فتحت دفتري لأكتب فيه عهدي الجديد المقدس كنوع من التذكير لنفسي بتنفيذ هذا العهد، أمسكت قلمي وتوقفت
لكن ماذا سأفعل لأكتبه ؟
18 /4/ 2015
لأن في العالم ملايين الناس بدون طعام وخاصة اللحوم، لأن ملايين الحيوانات تربى وتذبح بشكل همجي وحفاظا على صحتي وكوسيلة للزهد في هذه الحياة،من الآن أنا نباتي.
بعدها توسعت بالبحث عن موضوع النباتية ووجدت أنه يجب أن أضيف لقائمة الممنوعات من الأكل: الخبز والسكر الصناعي والمقلي.
والآن وبعد أكثر من سنة ونصف تعرفت على هذا المجتمع الراقي وأحببت أن أشارككم تجربتي ونتائجها الإيجابية كلها:
-صرت أكثر رضا عن نفسي، لن أكذب عليكم لا زلت أنزعج وأبكي للمشاهد التي أراها للناس الفقيرة، لكن صرت أحس أني واحد منهم، احساس لما أشعر به من قبل حتى وأنا صائم.
-لا زلت أحس بالاختلاف بعد أكثر من سنة ونصف وهو الأمر الذي أحتاجه بشدة في كل شيء بحياتي لكي لا أشعر بالملل وكمثال بسيط عن هذا الاحساس المتجدد بالاختلاف هو كل مرة أشرب فيها الشاي بدون سكر ( بطبيعة الحال كنت أشرب القهوة بدون سكر ولم أكن أشرب المشروبات الغازية)
-انخفض وزني تدريجيا إلى 68 كغ، وهو ثابت عند هذا الرقم تقريبا منذ حوالي 5 شهور، وخف الضغط كثيرا على مفصل ركبتي لكنه لا زال يؤلمني كثيرا كل مدة بسبب مرض الروماتيزم والوقوف الطويل أحيانا.
-فرق كبير الاحساس بالنشاط والحيوية والخفة عن السابق.
-أحس أن عقلي تحرر من وزن زائد لكنه في نفس الوقت يكبر.
-تطوعت في مؤسسات خيرية لمساعدة النازحين من مدينتي حلب.
-صرت أجمع أكياس النايلون المستعملة مرة واحدة والنظيفة، أطويها وأرتبها وكل فترة أعطيها لصاحب دكان ليستعملها مرة أخرى.
لم أواجه أي مشكلة في التغيير إلى النظام الجديد في الأكل، بل تفاجأت من انعادم رغبتي المفاجئة بالحلويات واللحوم.
المشكلة الوحيدة كانت الحنونة أمي، أخبرتها بعد حوالي 3 أشهر بقراري ... وكانت خائفة جدا عندما أرسلت لها صور حديثة لي، وإلى الآن كلما اشتكيت لها من وجع برأسي كل فترة أعرف يقينا بأنه بسبب التعب ...تتقمص دور الطبيبة و تقول لي لأنك لا تتعذى بشكل جيد وينقصك بروتينات وسكريات ووجهك شاحب وو... فأقاطعها بكلمة " ماماااا "
فتصمت، هي تعرف أني لن أتراجع عن قراري لكنه قلب الأم .
ومنذ مدة أصر علي صديقي الذي يعمل كطبيب متدرب في مشفى الجامعة أن يأخذني للمشفى لإجراء بعض التحاليل وكانت النتائج رائعة في كل شيء: عدد الكريات الحمر والسكر و...
وبعد 13 يوما سيكون قد مضى 4 أشهر على آخر تبرع بالدم، وسأذهب للتبرع مرة أخرى(لحسن حظي التسجيل في هذه السنة الجديدة بكليتي يتطلب ورقة تبرع بالدم).
غيرت كثيرا من العادات السيئة بحياتي بمثل هذه القرارات الشخصية، لكن قراري هذا كان وسيبقى الأهم، وعندي يقين مطلق أني سأجد نتيجته بعد 60 عاما إن بقيت على قيد الحياة...
لا زلت أشاهد مقاطع الفديو وقت الطعام، ولا زلت أسهر كل الليل، وسأحاول أن أتخلص من هاتين العادتين السيئتين قريبا.
أعتذر بشدة عن الإطالة، لكن أحببت أن أذكر القصة كاملة، وسأسر كثيرا إن قرأت في التعليقات قصصكم المشابهة :)
التعليقات