هذه المقولة للعالم الطبيب ابن سينا، وهي تلخص وبقوة المتلازمات الثقافية، ويوضح قوة الأفكار وتأثيرها المرضي على الأشخاص، فقد تكون وسيلة للشفاء ووسيلة للمرض أيضا. وكيف يمكن  لمتلازمة بعينها وأعراض معينة أن ترافق ثقافة بعينها دون آخرى، وتميز مجموعة عرقية بذاتها.

ومن هذه الأمثلة للمتلازمات الثقافية قديما كان الزار حدث شائع جدا لدينا بمصر ودول شمال أفريقيا وشرقها، مثل السودان  وأثيوبيا والصومال وبعض دول الشرق الأوسط، مثل الكويت وجنوب إيران، وكان يزعمون أنها تخلص الأشخاص من الأرواح الشريرة، والتي قد تتضمن حلقات انفصالية تشمل الضحك أو الضرب أو الغناء أو البكاء.

أيضا من أشهر المتلازمات الثقافية هي متلازمة الهجوم العصبي Ataque de nervios وتظهر المتلازمة في مجموعات أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ​​اللاتينية.

ومن أعراضها الصراخ الذي لا يمكن السيطرة عليه ونوبات البكاء والارتجاف والشعور بارتفاع في الحرارة بمنطقة الصدر والرأس والعدوان اللفظي والجسدي.. كما تظهر النوبات المرضية والإغماء.

الخلاصة أن المتلازمات المرتبطة بالثقافة هي أنماط جغرافية محددة متكررة من السلوك المنحرف والتجربة المقلقة التي قد تكون مرتبطة أو غير مرتبطة بالبنية التصنيفية للأنظمة التصنيفية النفسية الدولية.

قد يتساءل البعض كما تساءلت أنا عند أول مرة لاطلاعي على هذه المتلازمات ما الفائدة من البحث بها وتوثيقها، الإجابة أن هذه الدراسات توفر مرآة مفيدة لأخصائيي الصحة العقلية  لفحص افتراضاتهم حول طبيعة وتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية.

أيضا أحد التساؤلات التي شغلتني هو في ظل انتقال الأشخاص والهجرة من بلد لآخر وأصبح العالم وكأنه قرية صغيرة، فهل ستصبح هذه المتلازمات غير محصورة ببلد المنشأ فقط أم يمكن انتقالها من بلد لآخر أو من ثقافة لآخرى، والإجابة أيضا أنه بالتأكيد سيساهم هذا الانتقال بانتشار المتلازمات في العالم بشكل كبير.

والسؤال الآن برأيكم ما هي الحلول التي يمكننا من خلالها التخلص نهائيا من هذه المتلازمات أو على الأقل الحد من انتشارها؟