تعرض الإنسان للصدمات أمر طبيعي، أستشهد دائمًا بتلك الجملة "الدنيا دار ابتلاء" 

وبالتالي فإن المواقف العصيبة شيء يلازم أغلب البشر ولو مرة في العمر.. ولكن تقبل تلك الصدمات يختلف من شخص لآخر.

واجهتُ من قبل مواقف صعبة، منها ما كان يدعو إلى الإنهيار، ومنها ما كان سلاحه التوتر والقلق.

ولكن المشكلة كانت فيما يأتي بعد ذلك التوتر؟

إن تمت مواجهة التوتر والقلق والتغلب عليهما، فلا ضرر إذًا

إلا أن هناك نسبة كبيرة منا تستسلم لهذا الأمر، وذلك نتيجة لفقد حبيب، وظيفة، تعرض لمشاكل صحية أو مالية، وغيرها من المصائب التي من الصعب علينا تحملها، فيسيطر علينا التوتر لمدة طويلة.

وهنا قد يصاب الشخص بمتلازمة التكيف العام.

وهي متلازمة تربط ما بين التعب النفسي والجسدي، حيث تحدث تغيرات جسدية نتيجة لزيادة القلق عن حده.

تبدأ تلك المتلازمة في التكون عبر ثلاث مراحل:

أولًا: مرحلة الإنذار

أعتقد أن تلك المرحلة مر بها الكثير منا، حيث نلاحظ زيادة في عدد ضربات القلب، أو ارتفع مستوى الأدرينالين في جسمنا.

ثانيًا: مرحلة المقاومة

وهنا يأتي دورنا، حيث يبدأ الجسم في استعادة السيطرة وإعادة كل شيء لطبيعته

ولكن للأسف قد يحدث في تلك المرحلة ما لايُحمد عقباه، فبالتأكيد سنشعر بالتعافي التلقائي بعد مقاومة الجسم للتوتر، ولكن هل زال التوتر برأيك؟

الإجابة لا، قد يكون هناك تراكمات من ذاك التوتر وتظهر فجأة لتكون المرحلة الثالثة ويبدأ جسدنا بالمقاومة المفاجأة مرة أخرى.

ثالثًا: مرحلة الإحباط أو الإرهاق

يصل الشخص منا لتلك المرحلة بعد تعرضه للتوتر لمدة زمنية طويلة، فيبدأ الصداع والتعب، ثم يتحول الأمر إلى استسلام للتوتر والقلق، وفي النهاية يكون الإحباط بحق.

علينا الحذر إذًا من تلك المرحلة بالتحديد، فلو سلمنا أنفسنا للإحباط قد يؤدي الأمر إلى الإصابة بأمراض نفسية وجسدية صعبة، منها الإكتئاب، السكري، ارتفاع ضغط الدم.

وعن تجربة شخصية أدى بي القلق الزائد في فترة ما إلى الإصابة بقرحة في المعدة، ولم أستجب للعلاج إلا بعد زوال قلقي نهائيًا.

وهنا يأتي السؤال، كون القلق شعور شبه أساسي بحياتنا جميعا، كيف يمكننا التعامل معه بشكل إيجابي وتحويل هذا الضغط لوسيلة دفع إيجابية بدلا من الإصابة بمتلازمة التكيف العام؟