يبرز دائماً سؤال ما المتحكم بالسمات الشخصية البيئة أم الجينات؟ عندما نرى اختلافات شخصية جوهرية بين إخوة تربوا في عائلة واحدة ولنفس الأم والأب.

هل ابن العالم يصبح عالماً وابن القاتل وارد أن يرث جين الإجرام من أبيه وهل هناك ما يسمي بجينات الشر أو التهور؟

العديد والعديد من التساؤلات سأحاول طرحها ومناقشتها معكم لعلنا نصل لمنهجية واضحة للتفكير في هذا الأمر.

كشفت الأبحاث عن وجود جين يسمى بCADM2 داخل الخريطة الجينية لمجموعة من الأشخاص يحملون صفات التهور وإدمان المخدرات وتعاطي الكحوليات لفترات طويلة واضطرابات نفسية وعصبية أخرى ويعد هذا أول كشف للتشريح الجيني يربط بين السمات الشخصية والصفات الوراثية ومازال العلم يكشف لنا الكثير.

تعالوا لنتفق أن التركيب الجيني للفرد لن يتغير ولكن تنشيط أو تثبيط عمل أي جين يرتبط بأسلوب الحياة والتنشئة المحيطة به طوال حياته أي أن الفرد الناتج هو حصيلة الجينات والبيئة معاً في حين أن جين مثل جين الذكاء يرتبط بنسبة %75بالحصيلة الجينية للفرد بينما %25 بالبيئة المحيطة والتربية.

فمثلا نجد توأم أي مشتركين في الكثير من التركيبة الجينية ومع ذلك نرى تباين واضح بينهم في الصفات فكشفت تجارب أجريت على ثلاثة توائم انفصلوا عند الولادة لثلاث عائلات مختلفة وجد أن أحدهم كان أكثر عرضة للأمراض العقلية حيث تربى مع أب مستبد في حين كان الاثنين الأخرين أكثر إتزانا حيث تربوا في عائلات أكثر دفئا وعطفا.

ويبدوا أن الهرمونات أيضا لعبت دورا في هذا الأمر حيث أجريت تجربة للبحث عن أصل صفة التعاطف بين الأشخاص وسبب التباين الواضح بينهم فوُجِد أن النساء أكثر تعاطفا من الرجال بنسبة لا بأس بها أما التفاوت بين الرجال وُجِد أن %10 من هذا التفاوت بسبب الاختلافات الجينية.

ونرى في حياتنا اليومية الكثير من هذه الأمثلة، ما رأيكم ما الذي يحمل الدور الأكبر الجينات أم البيئة ؟