نعم يمكننا ذلك؛ بل ويمكننا إضافة المقليّات بأنواعها واستهلاك أي طعام نشتهيه، وإزالة أي صنف لا يتماشى مع رغباتنا؛ طالما أننا ندرك أبعاد نظامنا الغذائي، ونضع كل مكوناته في إطار احتياجنا اليوميِّ من السعرات الحراريّة.

كانت هذه بدايةً سريعة، أحببت فيها اجْتذاب عقولكم لاستكمال حديثنا عن التغذية، ذلك الفرع من العلم الذي ملأَهُ العامة والخاصة بخرافاتٍ وأغاليط لا تمت للحقيقة بصلة، ولا يمكننا أن نقف عليها كلها الآن، ولكننا نشير إلى بعضها في مساهماتنا تِباعًا. وإنَّنا متى أرَدْنا أن نحفظ أنفسنا من الانسياق وراء المعلومات الزائفة (سواءً في التغذية أو غيرها)؛ فسيتطلّب منّا الأمر مداومةً على المطالعة وتجديدًا لقناعاتنا باستمرار، وهنا مكمن الاشكال، فالمطالعة المعلوماتيّة لن تُفيد إلا عند أخذها من أهلها؛ وأهل التغذية ليسوا أي منتدىً نُصادِفه أثناء تصفُّحِنا لجوجل، حتى وإن تصدّر ذلك المنتدى صفحة جوجل الأُولى.

لماذا يمكننا إزالة البيض من أنظمتنا الغذائيّة؟

بدايةً أنا لا أحمل أي ضغينة للبيض، فلقد أفطرت عليه منذ ساعات قليلة، لكنني اخترته ليكون رمزًا بعد قراءتي لعدة مساهمات منشورة سابقًا في هذا المجتمع، وقراءتي للتعليقات عليها، والتي كان من ضمنها أن الكثير منّا يترك النظام الغذائي لمجرد احتوائه على البيض مثلًا. وهنا المغالطة الغذائية الكبرى -التي يقع فيها عدد كبير من المتصدرين للحديث عن التغذية- بصنع نظام غذائي جيد ووضعه في ورقة، ثم توزيعها على كل الزائرين لمنتداه أو عيادته، دون مراعاة لأي فارق من الفوارق. وهناك من يحاول عقلنة هذه الورقة بجعلها ثلاث ورقات مثلًا، واحدة للشباب الذكور، وواحدة للإناث، وأخرى لكبار السن. وكل هذا للأسف لا يمت للواقع بصلة؛ إذ كيف يمكن للمرء الالتزام بنظام غذائي يحوي مواد غذائية لا يستسيغها، أو لا يقدر على شرائها بالأساس، أو لا يستطيع توفيرها بسبب تنقُّله وتِرْحالِه؟

بين مبدأ باريتو والمثالية العمياء:

يقول مبدأ باريتو أن 80% من النتائج سببها 20% من الأسباب، ويعرف هذا المبدأ أيضا بقاعدة 80 – 20، ونحن سنوظّفها سويًّا لإنجاح نظامنا الغذائيّ، لكن كيف ذلك؟

حين نسأل عن نظامٍ غذائيٍّ في مجتمعاتنا العربيّة، فنادرًا ما سنرى في الورقة مسبقة التحضير الحث على تضمين بعض الأصناف غير الصحيّة التي نفضِّلُها، مثل الشوكولاتة أو المثلجات، لكننا سنجد الكثير والكثير من المسلوقات والخضروات، بل لقد وصل الأمر ببعض الورقات أن تحذّر الناس من تناول بعض أنواع الفاكهة، أتتخيل؟ لذلك سيكون من الطبيعيّ جدًا أن لا يلتزم المسكين -الذي وقع حظه مع أحد هذه الورقات- بهذا النظام سوى بضعة أيام في أحسن الظروف؛ لأنه نظامٌ مثاليٌّ لا يمُتُ للواقع بِصِلَة.

على صعيدٍ آخر، يمكننا توظيف مبدأ باريتو لخدمة أنظمتنا الغذائيّة؛ وذلك بأن نتصالح مع تضمين بعض الأطعمة الغير صحيّة أو عالية السعرات لنظامنا، بحيث لا تتجاوز نسبتها العشرين بالمائة من مكونات النظام، والذي سيكون أغلبه لصالح الطعام الصحيّ، والذي لا يشترط أن يكون كلُّه طعامًا مسلوقًا أو حبوبًا كاملة.

أخبروني هل مررتم بتجربة مع أنظمة غذائية سيئة مثل التي أشرت لها؟ وما هي قناعاتكم حول النظام الغذائي بوجهٍ عام؟