"مزمنٌ هو". جملة سئمت منها آذاني منذُ صغري طالما سمعتها من أحد أقربائي عندما كان يعاني من التهاب المرارة و يقول أنه مزمن، و سمعتها من جدّي عندما كان يُعاني من التهاب المفاصل، فهل عانيتم من مرض مزمن من قبل؟ و لكن ليس العجب فيما سبق، العجب في متلازمة التعب المزمن (chronic fatigue syndrome) و لا تسأل ما العضو المُصاب بالتعب المزمن؟ بل قُل الأعضاء.

يصعب عليه الجلوس و يصعب عليه الوقوف و يصعب عليه النوم و يا له من جحيم! أيتخيل أحدكم أن يعيش يوماً كصاحب متلازمة التعب المزمن؟

 في حقيقة الأمر وُجد أن المتلازمات التي تتميز بالتعب المستمر والألم وصعوبات النوم والضعف الإدراكي كانت شائعة لعقود. في الثمانينيات، تجدد الاهتمام بالأمراض المُرهِقة من خلال تقارير عن وجود مرض مزمن مُرتبط بالعديد من التشوهات الفيروسية والمناعية. و بعد ذلك، أُطلِق على هذا المرض اسم "متلازمة التعب المزمن" و صدق من سماها التعب المزمن و لم يخصها بعضو معين أليس كذلك؟

 و كما ذكرنا أن أعراض المتلازمة كثيرة و تخص العديد من الأعضاء و منها ضعف الذاكرة أو التركيز، والتهاب الحلق، وآلام العضلات أو تيبسها، والألم متعدد المفاصل، والصداع الشديد، والنوم غير المنعش، والتعب بعد العمل، وفقدان الشهية والغثيان، والدوخة و عدم تحمل الكحول والمستحضرات الصيدلانية الأخرى التي تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، لا تتضايق مبكراً أيها القارئ، هناك المزيد من الأعراض! ، يعاني المصابون بمتلازمة التعب المزمن من ضعف وظيفي كبير و يعاني جميع مرضى متلازمة التعب المزمن تقريبًا من انخفاض في العلاقات الاجتماعية. 

و أتخيل القارئ الآن يقول لنفسه أنا عانيت من كل هذه الأعراض من قبل! ، و لا تقلق فهذا الأمر خطر على بال العديد من طلاب الطب فعندما يدرسون مرضاً يقيسون أعراض المرض على نفسهم، و اذا كان ذلك صحيحاً فكل طلاب الطب يعانون من كل الأمراض! ، و في الحقيقة أنه لابد أن يعاني الشخص من 4 أعراض أو أكثر مما ذكرنا لمدة 6 شهور أو أكثر. أنت الآن لا تعاني من المتلازمة أليس كذلك؟

 بسبب المسببات غير الواضحة، لا توجد توصيات علاجية ثابتة لمتلازمة التعب المزمن. في الممارسة العملية تم توجيه العلاج سواء أكان دوائيًا أم غير دوائي، بشكل عام نحو تخفيف الأعراض وتحسين الوظيفة. 

و الآن أخبروني هل عانيتم منها أو صادفتم أحد أصحاب هذه المتلازمة من قبل؟