كثيراً ما شاهدتُ جدّي يُقدّر كُل من يستمع إلي أم كلثوم و عبد الحليم حافظ و يقول أن من يستمع لهم يتمتع بأذن موسيقية، و كنتُ لا استمتع بموسيقاهم و أسأل نفسي هل أنا أفتقد للأذن الموسيقية؟ و هل هي منحة من الله أم أنها مُكتسبة؟ و بحثتُ في الأمر لأرى هل جدي رحمه الله كان علي حق؟ و فوجئتُ حقيقةً أن الأذن الموسيقية لها متلازمة! 

الوصف العلمي للمتلازمة أن صاحبها يسمع موسيقي غير لفظية و هي ليست موجودة بالفعل و يكون في الغالب يعاني من ضعف السمع أو أمراض الشيخوخة، فدائماً تقترن الهلاوس في عقولنا بالهلاوس البصرية و لكن صاحب هذه المتلازمة حقيقًة يعاني من الهلاوس السمعية، و قد تصبح تلك المتلازمة جحيماً لأصحابها بِلا شك!

  تخيل للحظة عدم القدرة على التحكم في نوع الموسيقى التي يتم تشغيلها أو عدد مرات تشغيلها أو بمستوى الصوت الذي يتم تشغيلها، و بذلك يصعب التركيز في الأعمال المنزلية أو المسائل الاجتماعية أو حتي قراءة كتاب، فإن أصحابها لا يستطيعون إيقاف تلك الموسيقي التي أصابت آذانهم.

 مما لا شك به أنّ بعضنا يبقى في قاعة الأفراح عدة ساعات بسبب تأثير الموسيقي أليس كذلك؟ فكيف بأصحاب تلك المتلازمة؟

  يحكي أحد اصحاب هذه المتلازمة أن الموسيقى قد تأقلم معها و صارت جزءاً من حياته خاصةً أنه ضعيف السمع.

 و قد وضح أحد الأطباء أنهم حتي الآن لم يتوصلوا لعلاج لتلك المتلازمة و من حسن الحظ انها نادرة الحدوث حيث أنها تصيب شخصاً من كل 10000 شخص في المملكة المتحدة، و قد وضح البعض أن الاستماع للموسيقي قد يكون سماع الموسيقي علاجاً من ذلك المغني الذي اتخذ اذنه بيتاً له.

 و الآن أخبروني هل صادفتم أحد اصحاب هذه المتلازمة من قبل؟ و هل ترون أن جدي رحمه الله كان علي حق؟