مع بداية القرن الثامن عشر الميلادي، لم يكن هناك تقدّم كبير في علم الأدوية ( pharmacology ) كما هو الوضع الآن، ولذلك كان هناك عدد قليل من الأدوية والمواد الفعّالة التي تُعالج عدد محدود من الأمراض. 

ولذلك عندما يتعرّض الأطباء إلى مريض لديه حالة مرضية لا يستطيعون إيجاد العلاج المناسب لها، فكان الإطباء يلجأون إلى إعطاء المريض مادة وهمية وغير فعّالة مثل ( سُكّر على شكل أقراص، أو حقنة مياه أو إجراء عملية جراحية وهمية ) مع إخبار المريض أن هذا العلاج فعّال ضد المرض وبالتأكيد سيتسبب في شائفه. 

ليس هذا هو الغريب، الغريب حقًّا أن المريض كان يتحسّن بالفعل.

فبالرغم من تناوله مادة لا تمت لمرضه بأى صلة ولا تؤثر على الجسم تماما إلّا أنه يشعر بالتحسن !!

ولذلك أطلق العلماء على هذه الظاهرة ( العلاج بالوهم placebo effect

وهو تحسّن المريض عند تناوله لمادّة ليس لها أي علاقة بعلاج المرض. 

وبالتأكيد أنك تتساءل الآن : 

لماذا يحدث العلاج بالوهم ؟ 

السر كله يكمن في التوقّعات expectation، لأن المريض عندما يتناول علاجا وهميًّا وهو لا يعرف ذلك، فإنه يتوقّع أن هذا العلاج سيتسبب في شفائه، ولهذا يقوم الجسم تلقائيا ببعض التغييرات الفسيولوجية مثل :

  • زيادة إفراز الإندورفين لتقليل الألم. 
  • وتقليل إفراز الأدرينالين لتقليل التوتر.

الخرافات الطبية 

بعدما قرأت عن العلاج بالوهم تذكّرت الكثير من مقاطع الفيديو التي شاهدتها لأناس ليسوا بأطباء، لكنهم يخرجون إلى عامة الناس لوصف الكثير من الوصفات العلاجية، والتي في الأغلب ما تكون أعشاب طبيعية أو علاجات غريبة غير طبية مثل قرص النحل وغيره من الأساليب، ويُجزمون أنها ستُعالج كل الأمراض، وأنا متأكد أن هذه خرافة.

ولكن على الناحية الأخرى، يُجزم البعض أن هذه العلاجات تشفيهم، وهو ما يتسبب في انتشار تلك الخرافات وزيادة الوافدين على تلك العلاجات الغير علمية بالمرّة. 

فهل شعر أولئك الناس بالتحسّن فقط بسبب التوقعات والعلاج بالوهم ؟ أم أن هذه العلاجات تُشفي بالفعل ؟ 

وهل شاهدت من قبل حالةً تشبه العلاج بالوهم ؟