سقوط اللاعب الديناماركي كريستيان ايركسان سقط في المعلب في الدقيقة الأربعين في الشوط الثاني في المبارة التي كان يخوضها بقدر ما هو حادث مؤلم إنسانيًا لأهله وذويه إلا أنه كان درسًا رائعًا في الإنسانيًة والطب في آن واحد، زميله الذي اقترب منه ليتأكد كيف أنه لم يبتلع لسانه وقام بفتح مجرى الهواء من أجل ان يخفف حدة الأمر على اللاعب. حيث تجد الطاقم الطبي يقوم بالانعاش القلبي للاعب وعدم التسرع بنقله للمستشفى بل غيلاء الاهتمام لاعطاء أكبر قدر من الاهتمام والرعاية على أرض الملعب، ليثبت بعدها أن تلك الدقائق التي مرت على كريستيان تحت ايدي الطاقم الطبي كانت كفيلة فعلًا بانقاذه من الموت المحتم.

ليس هذا فحسب بل أن لاعبوا المنتخب الدينامركي شكلوا حاجزًا بشريًا يمنعون منه عدسات الكاميرا من التقاط الصور واعمل السبق الصحفي مراعاة للحالة الانسانية التي يمر بها زميلهم ومراعاة لأهله وزويه من المشاهدين، سمح لزوجته بأن تنزل لأرض الملعب مراعا لمشاعرها كونها زوجته، في الوقت الذي ربما لن تستطيع الزوجة في البلاد العربية رؤية زوجها إلا في المشفى!

توقفت المبارة للطرفين وإعلان الاتحاد الاوروبي عن انتظار الاطمئنان على صحة اللاعب، ولم يستأنف اللعب على عكس الحاصل في بلادنا، ذلك لأنهم يدركون أن حياة لاعب منتخبهم أثمن بكثير من المبارة في حد ذاتها، تخيل فريقين كاملين في حالة انتظار لاعلان كيف هي حالة لاعب الفريق من أجل استئناف اللعب أو لا.

لم يقم المخرج بإعادة اللقطات التي تخص اللاعب أو تخص زوجته، بل قام باحترام أن هذه لقطة انسانية عرضية وليست سبقًا صحفيًا يتكسب منه!

حاولت تخيل الأمر في بلادنا وحزنت للأمانة، لكن لا بأس نحن نتعلم، المهم حول الأمر أهمية فكرة الاسعافات الأولية في حياتنا وضرورة تعلمها من أجل أنفسنا وأهلونا، أنا شخصيًا ساعمل على تعلمها في أقرب وقت!