في فترة من فترات حياتي أتذكر أثناء دراستي الجامعية شاهدت موقف مخيف تعرضت له إحدى صديقاتي المقربين، لم أتمكن من السيطرة على ردة فعلي ووقتها أصبت بنوبة قلبية هكذا شخصها الطبيب وقتها، وبعد فحص الطبيب وتناول الأدوية تحسنت كثيرا، ولكن أصبحت قلقة حول الأسباب التي وصلتني لهذه الحالة، وكان السبب الرئيسي الذي يسيطر على عقلي أن لدي مشكلة بالقلب، حتى عندما زرت أحد أطباء المتخصصين بالقلب وبعد الفحص قرر حجزي بعناية القلب لإجراء الفحوصات، لن يتصور أحدكم الخوف الذي رافقني طيلة هذه الليلة حتى ظهرت نتيجة أشعة الإيكو ورسم القلب، وقالت الطبيبة أني لا أعاني من شيء.

وعندما سألتها عن السبب قالت لي إنها نوبات الهلع أو الخوف، ووضحت لي أن نوبة الهلع هي نوبة مفاجئة من الخوف الشديد تؤدي إلى ردود فعل جسدية شديدة عندما لا يكون هناك خطر حقيقي أو سبب واضح. يمكن أن تكون نوبات الهلع مخيفة للغاية فعند حدوث نوبات الهلع، قد نظن أننا نفقد السيطرة على أعصابنا، أو نصاب بنوبة قلبية، أو حتى الموت.

غالبا يعاني الكثير منا من نوبة أو نوبتين في حياتهم، وبمجرد أن يختفي الموقف المسبب، يصبح وكأن شيئا لم يكن، ولكن هناك أشخاص قد تتعرض للموضوع بشكل متكرر وغير متوقع وهنا الأمر يكون مختلفا ويُسمى اضطراب الهلع.

وحتى الآن لا يوجد أسباب واضحة للإصابة بنوبات الهلع، ولكن قد تلعب العوامل الوراثية أو الإجهاد الشديد والحالة المزاجية الأكثر حساسية للتوتر، أو تغيرات معينة في طريقة عمل أجزاء من الدماغ قد تحدث نوبات الهلع فجأة ودون سابق إنذار.

تحدث نوبة الهلع بأي وقت قد يكون أثناء اجتماع أو بمنتصف الامتحان أو حتى أثناء قيادة السيارة، وغالبا ما تتفاقم الأعراض في غضون دقائق، وتتمثل هذه الأعراض في التالي:

إحساس بالهلاك أو الخطر القريب، الخوف من فقدان السيطرة أو الموت، وأقوى عرض على الإطلاق هو سرعة ضربات القلب فكان من يقف بجواري يسمعها، والتعرق، وضيق في التنفس، وتقلصات في البطن وألم في الصدر. وأسوأ الأمور هو الخوف من تكرار النوبة وترقبها.

بمجرد الشعور بمثل هذه الأعراض يجب التوجه مباشرةً دون تأخر للطبيب المختص، لأن أي تأخر قد يسبب تفاقم الأعراض ويصل لنوبة قلبية أو حتى الموت في بعض الأوقات.

هل سبق وتعرضت لنوبات الهلع، وكيف تمكنت من السيطرة عليها وعدم تكرارها؟