سمعت وشاهدت كثيرًا من الرجال الذين يصفن النساء بأنهن كائنات هرمونية، بسبب ما تتعرض له من تغييرات هرمونية خلال الحيض وخلال فترة الحمل. ولكن الأمر دعاني للتفكر، هل النساء وحدهن كائنات هرمونية؟ وهل النساء وحدهن هن الذين يعانين من اضطرابات مزاجية بسبب الهرمونات؟

ومن منطلق دفاعي عن بني جنسي، أردت أن أخبركم بما اكتشفته حتى لا يبقى هذا الاتهام وحدنا فقط

فخلال دراستي لمادة علم الغدد الصم تبين لي أننا جميعًا كائنات هرمونية! ولا أبالغ إن أخبرتكم أن الهرمونات هي التي تتحكم بنا ذكورًا كنا أم إناثًا!

الأمر يشبه كثيرًا حجر الدومينو أو تسلسل السلطة فالغدة رقم1 ترسل الأمر للغدة رقم 2، والتي ترسل الأمر للغدة رقم 3 فتؤثر تلك الغدة على وظائف الجسم، وربما يكون الأمر عكسيًا!

وتتعدد وظائف الهرمونات فمنها ما يتحكم في تنظيم النوم وتنظيم استقلاب الجسم وتنظيم درجة الحرارة ومنها الهرمونات الجنسية وهذه أكثر الهرمونات اتهامًا بأنها تؤثر على السيدات، ولكن يمكن أن تؤثر أيضًا على الرجال؛ فنقص هرمون التستوستيرون لدى الرجال يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب وانخفاض قدرتك على التركيز والذاكرة.

لم ننتهِ بعد، فهناك المزيد من الهرمونات! التي تسيطر على مزاجنا!

فمن أشيع الاضطرابات التي يمكن أن تؤثر على المزاج والشخصية هي اضطرابات الغدة الدرقية! خصوصًا فرط نشاط الغدة الدرقية والتي تتمثل أعراضها المزاجية بالعصبية والنرفزة والاكتئاب والرجفة! وللأسف فإنها أشيع لدى النساء ولكنها تصيب الرجال أيضًا.

ومن العجيب أيضًا أن أخبركم أن نقص سكر الدم يمكن أن يسبب أيضًا اضطرابات مزاجية وقلق وعصبية وهياج وضعف التركيز وتشويش الرؤية ويمكن أن يسبب هذيان في المراحل المتقدمة وفي حالات أكثر خطورة يمكن أن يؤدي إلى غيبوبة.

هذه نبذة بسيطة عن تأثير بعض الهرمونات علينا، وهناك الكثير من الهرمونات الأخرى التي تؤثر بالمزاج العام، وهذا ما يدعوني لأسألكم: هل تعرضتم لنوبات فقدتم فيها السيطرة على أعصابكم؟ وهل تعتقدون أن للهرمونات دورٌ في ذلك؟ هل جربتم أن تفحصوا من قبل أحد الهرمونات لوجود أي شك في اضطرابها؟