من منا لا يعرف اليوم بدور النظام الغذائي في الوقاية من الأمراض وحتى علاجها، إذ يعتبر النظام الغذائي الصحيح هو أحد أهم الأسباب للوقاية من أشيع الأمراض في هذا العصر وبخاصة البدانة المرضية والضغط والسكري!

كما يسهم بالتقليل والحد من العديد من الظواهر المزعجة مثل القولون العصبي وحرقة المعدة أو قرحتها.

ولكن لماذا يفضل الناس استشارة طبيب والاعتماد على العلاج الدوائي -غالبًا بعد حدوث المشكلة- ولا يلجأون لاستشارة اختصاصي تغذية -قبل أو بعد حدوث المشكلة-؟

ارتفاع الكلفة

فقد واجهت العديد من الأشخاص الذين يظنون بأن التكلفة المادية ستكون مرتفعة للمتابعة عند اختصاصي التغذية وهذا ليس بالاعتقاد الصحيح، إذ أنها يمكن أن تتقارب أو تقل حتى عن كشفية الطبيب!

ولنفكر مثلًا بالأمر على أنه استثمار بعيد المدى، فلو أننا استثمرنا الآن بصحتنا وغذاءنا مع أخصائي التغذية فإننا سنبعد عن أنفسنا خطر الإصابة بالعديد من الأمراض -حتى وإن كان هناك استعداد وراثي- فإن العامل الوراثي يمكن التغلب عليه بنظام الحياة الصحي.

صعوبة النظام الغذائي

من ضمن الأسباب التي تجعل الناس أيضا لا يزورون اختصاصي التغذية هو ظنهم بأنهم سيُحرمون من الطعام وربما قد يموتون من الجوع!

ولكن الأمر لا يحدث بتلك الطريقة، فالنظام الغذائي يجب أن يحتوي على كافة العناصر الغذائية من سكريات ودهون وبروتينات ومعادن وفيتامينات!

ويقوم النظام الغذائي العادي على إعطاء الجسم حاجته اليومية من هذه العناصر، دون زيادة أو نقصان ويكون ذلك بتنويع الوجبات وتوزيعها على مدار اليوم مع الأخذ بالاعتبار الأمراض التي يعاني منها الشخص وطبيعة عمله ونشاطه الفيزيائي. لذا لنطمئن، لن يقوم أخصائي التغذية بتجويعنا! الأمر فقط بعض التنظيم!

الميل إلى العشوائية وضعف الارادة

وهنا مربط الخيل، فلقد اعتدنا على تناول الأغذية المليئة بالدهون، والأطعمة المحلاة والمغمسة بالقطر، والنوم بعد تناولنا للطعام، وأنه لايوجد داعي لأداء الرياضة..وهذا هو السبب الحقيقي والذي إن استطعنا تغيير هذه القناعات ربما ستختفي الأسباب والأعذار التي ذكرتها مسبقا..

وهنا أترك متسعًا من الجواب لكم

هل جربتم قبلًا أن تستشيروا اختصاصي تغذية؟ ولماذا لا يميل المجتمع بشكل عام إلى زيارة اختصاصي التغذية قبل أو بعد المرض؟