عند تعرضنا لأي نوع من أنواع الأزمات، أو الحوادث، أول ما يشغل بالنا هو الاطمئنان على الوضع الصحي، وهل هناك إصابات بالجسد أو كدمات، وبمجرد الاطمئنان نشعر بالراحة التامة ولا يعد شيئا يشغل بالنا، ويغيب عنا إصابات النفس، والأثر السلبي لهذه الأزمات على سلامتنا النفسية.

مؤخرا بدأت أسمع مصطلح الإسعافات النفسية الأولية، ربما لم ينتشر بعد في الوطن العربي رغم أهميته الكبيرة، وليكن أول الغيث قطرة، وليصبح بعد ذلك مثله مثل الإسعافات الأولية جزء أساسي من الخدمة الطبية ونكون نحن كأشخاص لدينا هذا الوعي الكافي للتعامل مع هذه الآثار النفسية السلبية جراء التعرض للأزمات والحوادث.

فالإسعافات النفسية الأولية وُضعت تحديدا للحد من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، الذي قد يصيب الجميع كبار أو صغار عقب تعرضهم لأحداث أليمة، ومساعدتهم على تجاوز هذه الأزمة، والتحكم في حالة القلق والخوف الناتجين عن هذه الأزمة، ومساعدتهم على التكيف معها.

بالطبع يمكن للأطباء النفسيين أو المسعفين أو الأشخاص المتطوعين الذين تمكنوا من الحصول على دورات متخصصة في هذا الأمر. تقديم هذه الخدمة.

وبعد أن التحقت بها، أكاد أجزم أنها ضرورة لنا كأشخاص قبل نية مساعدة الآخرين، مثلها مثل دورة الإسعافات الأولية.

ومن خلالها هناك أربع محاور أساسية نهتم بها عند التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة وهي:

خلق الشعور بالأمان، وتذكيرهم أن الأمور انتهت ولا يوجد أثر لها، وأنهم الآن بمكان آمن بعيدا عن أي حوادث أو أزمات.

تهدئة المريض بالطبع هذا مهم جدا، قد نجعله يأخذ نفسا عميقا ويعد إلى أربعة ثم يتنفس ببطء، أو ممارسة أي تمارين قد تساعده على الهدوء والاستقرار، وبالتأكيد نحن أيضا كأشخاص مقدمي للخدمة، لابد أن نكون هادئيين تماما فذلك بالطبع سينعكس على حالتهم.

تقديم الدعم العاطفي وهنا نقدم الدعم العاطفي للمريض وخلق حالة من الأمل بداخله وأن كل شيء سيكون على ما يرام.

نسأل المريض عن احتياجاته حتى لو كانت احتياجات بديهية ونهتم بها، والإنصات له بكل عناية، كل هذا يعزز العلاقة بين المريض والمسعف.

بالطبع هذا التدخل الأولي في هذه الحالات، لكن في حال أن الشخص لم يستطع أن يتجاوز الأمر وتفاقمت معه الأعراض لتتحول لأمراض نفسية مثل الاكتئاب والقلق النفسي، هنا يجب استشارة الطبيب وقد يحتاج للتدخل الدوائي.

بعيدا عن الحالة الثانية، هل سبق وتعرضتم أو تعرض أحد بمحيطكم لاضطراب ما بعد الصدمة، وكيف تمكنتم من التغلب عليه وبمساعدة من كان؟