إختيار تخصص بعد البكالوريا ومتلازمة الأرقم الكبيرة .

عيد مبارك وكل عام وأنت ومن تحب بخير وعافية وسرور.

لا شك أنك لاحظت فعلا أنه عندما تقترب الإمتحانات يصبح لدى الفرد قوة كبيرة على تعلم شيء آخر (كل شيء) عدا الدروس التي يجب عليه حفظها للنجاح في الدراسة، وهي ظاهرة معروفة بين الطلاب والطالبات حتى أن البعض يستغلها كدفعة لتعلم البرمجة أو التصميم وغيرها.

نصيحتي الآن أن تركز في دراستك لا غير لأن الحماس للعمل الحر وبكل وضوح "حماس مزيف" والسبب أنه بمجرد أن يوضع عن كاهلك عبء الدراسة ستواجهك مشاكل لا حصر لها منها التشتت والتسويف وقلة الالتزام. وأنا أحدثك عن خبرة.

الدخل والحرية التي يمنحهما العمل الحر حقيقية وواقعية لكنها نتاج سنوات طوال من التعلم والتجريب والالتزام الكبير جدا.

إذن باختصار أولا وقبل كل شيء يجب أن تحصل على شهادة البكالوريا.

بعد ذلك ضع مخطط تعلم (بعد اختيار تخصص العمل الحرّ المناسب لك) وامض وفقه لكن لا تترك الجامعة (في ذات الوقت لا تركز عليها كثيرا) . بعد أن تجني ما يكفي من العمل الحرّ بحيث يحقق دخل راتب إنسان متخرج من نفسك تخصصك في الجامعة اجمع مدخرات تكفيك لستة أشهر وانقطع عن الدراسة كليا. إن لم تنجح في هذا المسعى واصل دراستك فالعمل الحر ليس لك. ملاحظة بسيطة: العمل الحرّ لا يصلح للجميع.

كل عام وأنت بخير،

أتمنى منك أن تُركز في دراستك الآن كما قال يونس بن عمارة، التشتت في وضعك الحالي لن يؤهلك للحصول على المجالاين في نفس الوقت، وقد ينتهي بك المطاف في خسارة مزدوجة، ركّز كل جهدك في الحصول على شهادتك، ولا تغرنّك الأرقام الكبيرة، من لا يريد أن يحصل على هذه المبالغ؟ ولكنك لن تدرك صعوبة الوصول لتلك المرحلة ما دمت لم تخض المجال بشكل جاد فعليّا، أضيف إلى هذا عدم وضوح بعض التجارب للجمهور -في النماذج التي أظنك ذكرتها- منهم من يبالغ في ذكر الأرباح أويبالغ في الحسنات أو حتى السلبيات مما يعطي صورة مُشوشة عن الواقع يصطدم بها الشخص لاحقًا.

نصيحتي لك، مُجددًا ركز على دراستك، ثم ابدأ بالعمل الحر عندما تصبح متفرغًَا له، وارصد أهم العقبات التي قد تواجهك، مع ضرورة أن تحاول إيجاد عمل ثابت لك حتى لو بدوام جزئي..