ظاهرة تأخر الزواج في مجتمعاتنا العربية صارت متفشية بشكل مخيف .. ملايين الشباب والفتيات تجاوزوا الثلاثين بدون زواج... بل صار مألوفا أن تجد في محيط عائلتك ومعارفك رجالًا ونساء بلغوا الأربعين دون زواج... صار مألوفا أيضا أن ترى في محيطك زواجًا انتهى بعد عام أو اثنين ... قضايا الأسرة تملأ أروقة المحاكم... والمؤسف عدم قيام أي أحد بمواجهة هذه الظواهر... لا الدولة ولا المجتمع المدني ولا حتى المبادرات الفردية... بالرغم من أن الوحدة والمعاناة والمشكلات الاجتماعية الناجمة عن ذلك موجودة في كل بيت... هل أصبحت مجتمعاتنا العربية كارهة لفكرة الزواج؟ .. يتزوجون بصعوبة ولا يسعون لإصلاح ذلك، وإذا تزوجوا يعانون المشكلات أيضًا!
هل أصبحت المجتمعات العربية كارهة لفكرة الزواج
أعتقد أنك إلى حد ما طرحت الأسئلة و أجبت عنها.
و لكن بما يخص مسألة تخطي سن الثلاثين دون زواج، أين المشكلة؟ أجد هذا السن أفضل بأشواط من الزواج بسن صغيرة جداً كال15 و نحوه، على الأقل يكوم الشخص قد بلغ حد أكبر من النضج الشخصي و أصبح لديه قدرة أكبر على إدارة موارده المادية و تدبير أموره.
أما عن تساؤلك الآخر لم أصبحت الزيجات تنتهي بشكل سريع فهذا جيد و سيء في نفس الوقت و بالطبع يسري هذا على كل حالة فردية و لا يمكن التعميم، و لكن أجد أن الناتج الإيجابي هي وعي أكبر بحقوق المرأة (و الرجل) بعد أن كان الطرفان يتزوجان مغمضي العينين عن حقوق كل منهما وواجباته تجاه الآخر، فأصبح كل منهما أوعى و أكثر قدرة على إتخاذ قرار بإنهاء حياة لم تعد تطاق دون الإلتفاف إلى القيود و النظرة المجتمعية الرجعية لمن لا يتوفق في زيجته، أما الجانب السلبي و هذا لعب فيه الإعلام دور لا يستهان به فيتجلى بالصورة الرومانسية المبالغ بها جداً جداً..الأغاني الشبابية و المسلسلات و الأفلام التي تلعب على وتر عواطف الشاهدين (خاصة المشاهدات) و الفجوة الكبيرة التي يظهر عند مقارنة هذه الصور الإعلامية و الواقع مما ينتج عنه زيجة غير موفقة لأن النظرة غير الواقعية أخلت بالميزان.
التعليقات