ذهبت اليوم إلى البريد لأتسلم لعبة انتظرت وصولها بفارغ الصبر وهي لعبة (resident evil village) ، في طريق العودة إلى المنزل تصادفت مع صديق أبي وسألني وهو مبتسم ولقد أشار إلى اللعبة التي حملتها في يدي:

هل هنالك من يشتري الأفلام هذه الأيام؟ جميع الأفلام موجودة على الأنترنيت وبالمجان لماذا كلفت نفسك واشتريت هذا الفيلم؟

أنا: هذا ليس فيلما بل هذه لعبة فيديو. ولقد اشتريتها بخمسين دولار.

هو: ثمنها غالي جدا، مالذي يدفعك لتدفع هذا المبلغ على لعبة! أرى أن هذا الجيل يضيع وقته وأمواله في ألعاب الفيديو، ابن أختي لم يصل بعد إلى سن الرابعة عشر وهو مدمن على هذه الألعاب.

أنا: ما الذي يلعبه بالضبط؟

هو: لعبة الجوال المشهورة فري فاير، ليس هو فقط بل تقريبا كل أطفال الحي يلعبونها.

أنا: ألا ترى بأن هناك فرقا بيني وبينه؟ أنا أشتري الألعاب بمبالغ تترواوح بين 30 و 60 دولار بينما ابن أختك يُحمِّل اللعبة بالمجان. أنا لا ألعب على الهاتف بل ألعب على جهاز منزلي هو الآخر كلفني مبلغا قيمته 840 دولار.

هو: الفرق الوحيد الذي أراه هو أنك تخسر أكثر من ابن أختي😄

أنا: معك حق، لكن مالمحتوى الذي يلعبه ابن أختك بالظبط؟ أليس مايفعله نفس الشيء، يدخل للعبة..يختار الشخصية...يحاول قتل أكبر عدد من الأعداء...ينتصر أو يُهزم، الشيء الوحيد الذي يتغير هو مظهر الشخصيات. وإذا أراد أن يحصل على زي جديد لشخصيته أو أن يحصل على سلاح جديد فعليه أن يدفع مبلغا زهيد مقابل ذلك.

هو: ابن أختي لا يدفع لكن هناك أحد أصدقائه الذي يتحدث عنه يشتري مجوهرات في اللعبة مقابل أموال حقيقية.

أنا: إذا هناك فرصة بأن يكون ابن اختك هو الآخر يريد أن يدفع المال مقابل هذه المجوهرات!

ما أحمله في يدي ليست لعبة أونلاين أو لعبة هاتف، هذه لعبة قصصية، يمكنك أن تقول أنها عبارة عن فيلم لكن أنت بطل الفيلم وأنت من تتحكم به وهذا الفيلم ليست مدته ساعتين بل قد تصل إلى أربعين ساعة أو أكثر...تكتشف...تنبهر...تفزع...تحل الألغاز....تستمتع بالرسومات القريبة للواقع....، والأكثر من هذا ليس هنالك إدمان عليها، أستطيع توقيف اللعبة في مرحلة التسجيل وأن أعود إليها وقتما أريد.

هو: بالرغم من كل ما قلته إلا أن الألعاب تبقى ألعابا...اذهب لتلعب فلدي عمل أقوم به...بلغ تحياتي لأبيك.

وهنا انتهت المحادثة، صديق والدي هذا لديه شخصية مرحة والكل يحب أن يتحدث معه.

الآن دورك! كيف ترى ألعاب الفيديو؟