للطبيعة ما أعطت، وللطبيعة ما أخذت، وكل شيء عندها بالصدف. لا جزاء لصبرك، ولا طائل من جزعك، ولا تنتظر من أحدٍ شيئاً.
لا قيمة لميت، ولا غاية من حي، وما نحن إلا حثالة كيميائية. كلنا كائنات وجدنا لنهلك. جئنا من العدم، وبُعثنا من العدم، وسنرجع إلى العدم.
البقاء للأقوى والأصلح، وستنتخب الطبيعة خيراً من أبيك ليسود النوع الأفضل، فلو لم يكن أبوك ضعيفاً وفاسداً لما مات كما تموت القرود....
لا علاقة للشيوعية بالدين بحد ذاته، الشيوعية هي فكر سياسي مهتم بالملكية المشتركة و إنهاء الطبقات الاجتماعية تحت الدولة.
و لكن بما ان المؤمنين يؤمنون بأن إلههم فوق الجميع و من ضمنها الدولة فهنا تتعارض الدولة مع الدين، لذا تحاول الدول الشيوعية ابعاد الناس عن طريق الدين، سواء بطرق سلمية، مثل التعليم و البروبجاندا، الى طرق غير سلمية مثل ما تفعله الصين مع المسلمين حاليا.
و لكن هذه يرجع لتفسير الدولة لماهية الشيوعية و المدرسة التي تتبعه لتطبيقها، هناك الكثير من الشيوعييون المسلمون و المسييحيون.
ما احاول قوله هو ان الشيوعية بحد ذاتها لا تتعارض مع الذين و الإمان
في الحقيقة لدي فكرة عن سبب تعارض الشيوعية كتطبيق مع الاسلام - لم أفكر جدياً بتعارضها كمبدأ معه ربما نتناقش بخصوص هذا لو كان لديك القليل من الوقت.
تطبيق الشيوعية -أو على الأقل التطبيق الموجود حتى الآن- يتضمن بشكل أو بآخر تخلي الطبقة العليا من المجتمع التي وصلت لرفاه ماليّ عن هذه الرفاهية لصالح الطبقة الفقيرة، قد يكون هذا عن طريق سلطة الدولة، أو بأي طريقة أخرى، هذا ليس مهماً بقدر التأثير على الطبقة الغنية.
قد يكون هذا مشابهاً لنظام الزكاة في الإسلام الذي يأخذ من الأغنياء ويعطي للفقراء، أو نظام بيت مال المسلمين الذي يوزع الثروات بشكل عادل بين الناس المحتاجة، ولكنه لا يتعدى حدود "الشبه" بنظري. فالأسلوب والهدف مختلف جداً.
في الاسلام لا يهدف نظام الزكاة للتخلص من الطبقات، في الحقيقة أعتقد أن الدرجات المعيشية موجودة في الأدب والنصوص الإسلامية منذ البداية "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" و"دلّني على السوق" دليلان كافيان على اعتراف الاسلام بوجود اختلافات وضرورة لسعي الشخص كي يرفع من مستوى معيشته بنفسه.
إضافة لهذا، على الرغم من وجود أنواع من الزكاة المفروضة، التي يجب على كل مسلم ومسلمة القيام بها، لا تؤدي هذه الزكاة إلى خفض المستوى المعيشي للمزكي بقدر هدفها إلى رفع المستوى المعيشي للفقير، وهي إجبارية دينياً وقانونياً في الدول الإسلامية - يمكن تشبيهها بالضرائب بالدول الحالية فهي بالنهاية ذاهبة للشعب من الشعب ولها استخدامات أخرى.
الصدقات والزكاة القادرة على تغيير الطبقات الاجتماعية بالكامل - كتلك التي حصلت بين المهاجرين والانصار عندما اقتسم الانصار مالهم بالكامل مع المهاجرين، هذه الصدقات كانت تطوعية بالكامل - أو على الأقل هكذا ذكرت بالنص... أي أنها لم تسجل على أنها "الواجب الديني" لكل مسلم.
الشيوعية بسلطة الدولة تأخذ المال غصباً من الأغنياء، وهو ما يمكن اعتباره سرقة إن أخذته في حالة الانتقال من نظام السوق الحرة إلى الشيوعية إذ ان العقد الاجتماعي بين الدولة والشعب لم يكن يقتضي هذا من قبل، ولا يبدو أن الثورة الشيوعية تأخذ إذن الطبقة الغنية قبل أن تحدث.
الشيوعية المطبقة برضاء الشعب كاملاً ستظلم البعض عاجلاً أم آجلاً، فتوزيع الثروات على الجميع لا يقتضي العدل. وعندما تحاول الدولة تحقيق العدل ستنتقل تلقائياً للعب دور الرب على الشعب، كما في جمهورية الصين الشعبية الآن، حيث تقوم الدولة بالحكم على المواطنين من خلال نظام النقاط، وتحرمهم من المواصلات او الخدمات الصحية بناء على ما يقومون بفعله.
على حد علمي في الأديان الإبراهيمية الثلاثة، الرب دائماً أعلى سلطة من الدولة مهما كانت، ولو كان في الإسلام تحديداً احترام للعقد الاجتماعي للدولة (أي ان على المسلم الالتزام بقوانين دولته كاملة) لا أعتقد أن تحول الدولة لإله أمر مقبول على الإطلاق.
الإسلام و الديانات الإبراهمية لديها تشابهات اكثر مع الشيوعية من الرأس مالية.
فإنك تستطيع ان تقول ان الزكاة ايضا تؤخذ غصبا، فإذا منعتها فأنت كافر و ستحارب مثلما حدث في حروب الردة عندما إمتنعت بعض القبائل عن دفع الزكاة.
و بالإضافة الى ان تطبيق الشيوعية مختلف من مكان الى اخر، مثلا في بعض الاماكن تؤخذ المال مصادرتاً و في اماكن اخرى هي مجرد ضرائب عالية مثل الموجودة في النظم الرأس مالية.
"الرأس مالية" هنا السوق الحرة؟ أم الرأس مالية بمعناها الحرفيّ؟
أعتقد أن الإسلام أقرب للسوق الحرة من الشيوعية، فالدولة في الاسلام لا تمتلك أدوات الانتاج ولا تقسم الناتج على الشعب مباشرة، وهي تأخذ الزكاة الشبيهة بالضرائب ولكن لا تمنع المواطن من جمع المال وتقرير ثمن ما يعرضه سواء كان سلعة أو وقتاً للعمل.
الشيوعية بشكل رئيسي تسيطر فيها الدولة على أدوات الانتاج وتقسم الناتج على الشعب، لا تسمح للشركات الخاصة (إن كنّا نتحدث عن الشيوعية التقليدية هنا - ليست تلك الموجودة في الدولة الاسكندنافية او الصين اليوم) بتسعير خدماتها بحرية كاملة، ولا تسمح بتجميع المال من طرف واحد.
الشيوعية بإصدارها الموجود في الصين أقرب إلى "السوق الحرة ولكن بسيطرة الدولة" أما تلك الموجودة في الدول الاسكندنافية فهي أقرب إلى "السوق الحرة ولكن عليك دفع الكثير من الضرائب"... وفي الحالتين السوق الحرة موجودة بشكل أو بآخر...
الإسلام كدولة يفرض الزكاة كضريبة تؤخذ غصبا ويحارب مانعها، على أنها دولة، ويعاقب مانعها دينياً أيضاً بحسب سبب وأسلوب رفضه، ولكن أي دولة أخرى - حتى الرأسمالية إن صح القول- تقوم بهذا؛ تأخذ الضرائب وتحارب من يمنعها، ولو اختلف الاسلوب باختلاف الزمن.
ما احاول الوصول إليه هنا أن الضرائب لا تماثل توزيع الثروات
والضرائب الكثيفة مع تطبيق سوق حرة لا توافق الشيوعية التقليدية
والاسلام لا يوزع الثروات ولا يمنع السوق الحرة...
لا فكرة لدي في الديانات الأخرى ولكن أعلم أن اليهودية تتضمن في تعاليمها رفضاً قاطعاً لسلطة الدولة على السلطة الدينية وهذا يتعارض مع الشيوعية بشكل مباشر حتى قبل أن يدخل النقاش للجانب المالي.
أزلية المادة، كل شيء مادي (الإنسان نتاج المادة)، الفكر من الدماغ والدماغ مادة (وهذا خطأٌ في العلم الطبَعي فالعقل شيء غير مادي وليس موجودا في الدماغ)، تفسير التاريخ بالصراعات الطبقية والعوامل الاقتصادية، المادة هي أساس كل شيء، الأديان مخدرة للشعوب، الملك الفردي باطل، إلغاء الوراثة، كل شيء وليد التطور الحضاري، الأخلاق نسبية، الغاية تبرر الوسيلة..............
كتابا "مآلات الخطاب المدني وسلطة الثقافة الغالبة لإبراهيم السكران فرج الله عنه"
الكتابان لم يهتما بالشيوعية أو بيان فتاوى حولها حسب ما أذكر لكنهما مفيدان في فهم هذه الملل التي تدعي التوافق مع الدين الحق.
والله أعلم.
كل هذه الأفكار ليست جزء اساسي من الشيوعية، تستطيع ان تحصل على شيوعية من دون ان تتظمن اي شيء فوق.
فلا تخلط افكار فلسفية و سياسية بعضها البعض.
و ايضا لا يمكنك ان تثقف نفسك على شيء من مكان يحاربهم من الاساس.
عليك ان تقرأ كتبهم او تستمع الى ما يقولون مباشرة
لا يمكن الفصل بين أفكارها السياسية والفلسفية.
هذا الفصل هو مثل القول أن الإسلام دين فردي ولا يهتم بالدولة.
ولو افترضنا أن الفصل ممكن، في الحكم (السياسة) للإسلام نظامه وأحكامه وأصوله وقواعده ولا يقبل أي نظام آخر.
انا لم اقل لك افصل بين السياسة و الفلسفة، انا اقصد لا تضع افكار فلسفية ليست جزء من الشيوعية كطريقة لجعلها لا تتوافق مع الاسلام.
اعيد و اوضح لك ان الافكار الى وضعتها ليست جزء اساسي من الشيوعية و تستطيع الحصول على شيوعية من دون اشياء مثل ازلية المادة و الغاية تبرر الوسيلة.... الخ
مع إبعاد تلك المبادئ التي ذكرتَها، يكفي نداءها للمساواة الاقتصادية وإبطال الملك الفردي
هل تعمدت وضع ثلاث علامات يساوي (===)؟ هل لي أن أعرف السبب من باب الفضول فقط :) لأنه كما تعلم هناك فرق بين = و== و=== في البرمجة.
مبدأ الشيوعية يتعارض مع جميع الاديان والمذاهب ويؤسس على المساواة الاجتماعية والتي لا نجدها في أي من الاديان (لا يوجد أي دين في العالم يتقبل دين آخر)
التقبل الديانات الاخرى لا يعني عدم المساواة الاجتماعية.
تستطيع ان تحصل على مساواة إجتماعية في شعب لا يتقبل الاخر
الشيوعية تدعو للمساواة مع كافة الشعوب وليس مع شعب معين
يستحيل تحقيق المساواة بين الافراد في ظل عدم توافق هؤلاء في مبادئهم العقائدية وبالتالي يستوجب التخلص من جميع هذه المبادئ او توحيدها في مبدأ واحد.
الشيوعية تدعو للمساواة مع كافة الشعوب وليس مع شعب معين
خطأ، الشيوعية تقول ان الكل متساوى في الفرص و متساوى في النتيجة.
المساواة تحت الشيوعية تعني المساواة في القوة و المال.
مثلا المدير العام و عامل النظافة يأخذون نفس الراتب
الشيوعية و الرأس مالية هي نظم مالية و إدارية و ليست لها علاقة بالمساوى الإجتماعية.
قد تحصل على بعض المساوى الإجتماعية عند تطبيقك للشيوعية و لكنها ليست الهدف للشيوعية
لا اعلم لما تحاول إبعاد العلاقة بين المساواة الاجتماعية والشيوعية
الشيوعية قامت أساساً لغاية واحدة وهي تحقيق المساواة بين الافراد ، صحيح انها تمس المجال الاقتصادي بالمجمل ولكنها تهدف بطريقة او باخرى الى تحقيق العدالة الاجتماعية او كما هي غاية كارل ماركس
(اذا كان لديك مفهوما آخر حول الشيوعية فهو أقرب الى الاشتراكية وانا لا اتكلم عن الاشتراكية هنا)
فلو لم يكن أبوك ضعيفاً وفاسداً لما مات كما تموت القرود
12 تقييم ايجابي ؟!
و اذا سألت يقولون لك الغرب عنصري
حتى في الاسلام هل يجيز لك دعم هذه العبارة ؟
ما لكم كيف تحكمون ؟
فقط اريد أن أعرف كيف تعمل تلك العقول في هذا الزمن ؟!
الشيوعية لا تهتم بإصلاح او تجريد الدين عن المجتمع بقدر ما تحاول الابتعاد عنه قدر الامكان.
ما الخطأ، أليس كذلك الآن يقتلون المسلمين في تركستان (الصين)، أليس ذلك ما حدث في الاتحاد السوفيتي
نحن في حسوب ولسنا في تعليقات الفيسبوك المبتذلة .
ثم ما علاقة الشيوعية بالطبيعة والموت ؟؟؟
التعليقات