السلام عليكم

هذا الصباح كنت في الشغل كالعادة.. كنت واقفا أحتسي بعض قطرات المياه وأرتشفها صانعا ذلك الصوت الذي لا يحبّه الجميع.. قررّت أن أتوقف عن هذا الهبل الذي لا أستطيع أن أعيش بدونه الصراحة (فدائما ما أفعل الأشياء بصورة غير عادية وكأني شخص آخر يسلّي شخص آخر هو أنا) ودنوت لأجلس.. فجأةً لم أستطع الجلوس.. حاولت مرّة أخرى لكن.. ألم كالصاعقة رسى على أسفل ظهري.. كنت حسبته مزاحا في بادئ الأمر.. لكن لم يتوقف الألم.. لم أستطع حتّى التقاط تفاحة لأتناولها أو منافسة نملة في مشيها.. لم أستطع القيام بأي حركة إلّا بشق الأنفس فطلبت الإذن بالمغادرة.. قال لي الشخص الذي يعتقد نفسه رئيسا: ما بك يا بطل؟؟ قلت له: خزّوطتي في خطر (أقصد بها مؤخرتي).. أخذت الإذن بالرحيل و سقطت مغشيا على حصاني وأمرته بايصالي للمنزل بروية كي لا أعاقبه..

الحقيقة لا أعرف أبدا ما سبب حالتي المفاجأة هذه فأنا شخص ديناميكي رياضي ولم أفعل شيء مجهد اليوم لكن.. (تخيل تعبير وجهي في هذه اللّحظة صورة أوباما عندما ينفخ شفتيه حائرا) أعتقد أنّ السبب هو تلك السيدة التي التقيتها هذا الصباح.. ربما لأني وسيم جدا نست أن تقول ما شاء الله فأهلكتني بعينيها.. حاولت أن أرمي نفسي على فراشي لكن لم أستطع سوى الجلوس كالبهيمة بأربعة أرجل.. أبدأ بركبتيْ بحذر شديد ثم أتبعها بيدي.. ثم رأسي.. و أمدد نفسي ببطأ ببطأ حتّى أتمدد كليا على بطني.. حاولت أن أغيّر وضعيتي بحيث أنام على الظهر لكن تخيّل أحسست أنّ هناك خطبا ما في أسفل ظهري كأنّ العضام اشتبكت فيما بينها.. فصحت آآآآآ ألم كالجحيم.. حاولت العودة لوضعيتي الأولى بسرعة فكانت وضعية خاطئة أخرى كان ظهري يصيح والثواني التي أنفقتها باحثا عن الوضعية الأولى كانت كالنار.. الى أن وجدتها أخيرا.. استلقيت على بطني.. جزء من وجهي غاص في الوسادة والجزء الآخر انعكس في حاسوبي المفتوح.. فجعلت أحدّق في وجهي المريض الذي لا تظهر ملامحه جيدا من شاشة الحاسوب السوداء.. كم أبدو لطيفا عندما أمرض.. هادئ كالفتاة.. أنا ضعيف جدا.. لو داهم الأشرار المنزل الآن كيف سأفعل؟؟ كنت كذلك أشاهد وجهي في الحاسوب وبدأت أفكّر أني لن أتناول أي طعام حتّى أشفى.. لأنّ الدخول الى الحمّام في هذه الحالة يعد جحيم (من ذكريات الأمس).. كنت أشاهد وجهي الى أن جائتني هذه الفكرة المجنونة.. أنا قوي أنا شاب في أوجّه.. منذ متى يستسلم الوحوش للمرض.. هزيم الرّعد.. هزيم الرّعد رغم الآلام التي تثقل جراحه.. لكنه يضغط بشدّة يديه على الأرض يستجمع قوته وينهض.. ركّزت مليا و أغمضت عيناي وضغطت عليهما بشدّة وقلت سأنهض حتّى لو صاح ظهري سأنهض ولن أتراجع.. وبالفعل فعلت ذلك واستيقظت بسرعة كالغول للمطبخ لأتناول شيئا موهما نفسي أني سأشفى رغما عن أنف المرض.. فعلت ذلك ولم أستطع النهوض الّا بشق الأنفس.. فعدت بسرعة لغرفتي كي لا تشك أمي في أمري.. أعدت الطريقة الأولى في التمدد وفتحت الأنترنت باحثا عن المواضيع التي تتحدّث عن الام الظهر.. فقرأت مقالا قال فيه: قد يكون سبب ألم أسفل الظهر هو السرطان.. فقلت له في نفسي قد يكون السبب هو أمّك..

فكّرت أن أذهب للعيادة لكن خفت أن أجدها ممرضة (لأنّه في هذا الوقت، هنّ النساء فقط من يعملن) أخاف أن أنزع قميصي و ترتبك من قوامي الجميل وعضلاتي المفتولة.. لذلك تراجعت عن الفكرة.. الحقيقة لدي أخي في سنواته الأخيرة من الطب وجيراننا دائما يستدعونه ليضمّد لهم جروحهم و يحقن لهم الابر.. قلت سأخبره علّه يفك هذه اللّعنة التي أطاحت بأخيه القوي الذي يطلق على نفسه وقود الحرب.. لكن ترددت.. أخاف أن يفشل في مهمته و أموت وسيظل يلعن نفسه للأبد. فقط لو كنتِ غزالتي بجانبي الآن لتدلّكي ظهري.

ادعو لي بالشفاء فللآن لازلت أعاني.. يا ترى ان بقيت على قيد الحياة كيف سأنظر لهذا الموضوع الذي كتبته الآن؟؟