ملأتُ رئتيّ من الهواء العليل، وبالغت في الشّهيق حتّى انتهى الأكسجين في المتر المكعّب الذي أجلس فيه

ثمّ التفتّ إلى يميني فوجدت كوكب بلوتو جالسًا مُطرِق الرّأس، كان كوكبًا نحيلًا هزيلًا شعث الشّعر

استغربت من مظهره ، فقد كنت أراه في حارتنا نشيطًا يلعب مع الأولاد دومًا !

سألته (بلغة الكواكب السبعة): هل أنت حزينٌ لأنهم لا يعتبرونك كوكبًا؟

غضب سريعًا، وتبدّل لونه إلى الأصفر (لمن لا يعلم، كوكب بلوتو من فصيلة الحرباء)

ثمّ نظر إليّ وقال: (بالعربيّة) : (تفاجأت من أنه يعرف العربيّة) : أنا كوكبٌ أبًا عن جدّ ! فأبي وأمي كانا كوكبين ، كيف لا أكون كوكبًا !

استغرق منّي الأمر بضع دقائق لأشرح له العوامل الوراثيّة والجينات إلخ إلخ

للأسف لم يفهم كلامي فهو لم يكمل دراسته، وتوقّف عند الصّف التاسع (كان مجموعه 281 من 290 وكان متفوّقًا).

أخبرني أنّه اضطر ليعمل في غسل الصحون، ليطعم إخوته وكان أورانوس أكثرهم نهمًا وجشعًا ، وأخبرني بأنّه يكرهه، وحاول أكثر من مرّة أن يضع له السّم في الرّز، فأورانوس يحبّ الرّزّ المملّح.

ثمّ كشف لي عن المؤامرة الكونيّة حيث اتّفقت بعض الكواكب من مجرّة أندرويد مع كواكب منافقة من مجرّة درب الذبابة، وحصلت محادثات عالية المستوى مع رئيس الولايات المقتحمة الأرميكية، كانت خلاصتها أن يتمّ طرد بلوتو، وحصل كلّ واحد من العلماء المشاركين على نجم خاص به في مجرّة أندرويد.

اعتذرت من بلوتو لأنني تأخرت على عملي، فودّعني والدّموع في عينيه.

ربّتّ على كتفه، سأراسلك بالبريد الإلكتروني دومًا.

وداعًا بلوتو.