لو سألتني ما هي أكثر الأمراض الشائعة التي تداهمك أمام العلن سأجيب بالاسهال والغثيان (التقيؤ) ... لكن هذا الجواب خطأ لأنه ببساطة سؤالك أيضا يحوي خطأً... كيف ؟ لأني أعرف أنّك تقصد بسؤالك هذا، ماهي الأمراض التي تسبب لك الاحراج في حالة مداهمتها اياك وأنت تحت المجهر وهذا ما لم تقله في كلتا الحالتين - أقصد أنّك أولا لم تسألني أي شيئ وثانيا...] مقدمة مبهمة وسافلة كصاحبهة.... حتّى هذه الكلمة الأخيرة خاطئة لغويا... لكن ان أعطيت هذه المقدمة لطفل صغير في السنة الأولى لفهمها ببساطة لأنه لا يحب تعقيد الأمور... والمسكين لتوقف عند كلمة كصاحبهة لأن عقله الصغير يظن أن الكلمة صحيحة لكن، فقط لم يدرسها بعد في المدرسة... وأنتم من كل الكلام فوق، ربما الشيئ الوحيد الذي فهمتموه هو كصاحبهة.. هذه المقدمة تستحق موضوعا كاملا للكلام عليها.. لكن لا عليكم ستنسون كل شيئ في الطريق... ؟

[أنا حائر في وضع هذه المساهمة في مجتمع قصص وتجارب أم في تسلية... اخترت هذا الأخير لسببين.. ولأني كسول لن أقوم بذكرهما :q]

  • كان يوم أمس اليوم الأخير كالعادة لأحد التكوينات التي سمعنا عنها أنا وصديقي.. فاتصل بمديرها وضرب له موعداً في الغد ونسي أن يقول له نحن اثنين ولست واحدا.. استيقضنا في الصباح الغير الباكر كعادة كل الأشخاص الخارجين عن مجال التغطية.. وبدأنا نفكّر من أين نبدأ.. لأنه في الحقيقة عندنا عدّة أشغال لقضائها ذلك اليوم وليس فقط التكوين... أول شيئ بدأنا فيه هو الذهاب لمجلس القضاء لنرى ما الحكم الذي أُصدر في حق هذا الصديق الوفي :) ... وتفاجأنا بشهرين في السجن مع غرامة مالية -على الأقل تكفي لقضاء يوم رائع في ميامي- متى سوف يدخل السجن ومن أين له بهذا المبلغ.. كتبت هذه المساهمة بالتحديد لأريها لصديقي وأقول له أنّ صديقك الوفي فاهم هنا... ومن هنا يبدأ الكلام الموجه لصديقي والذي أود أن أشارككم أيها القرّاء الأعزاء مالذي سوف يحسه صديقي والذي لم أتجرأ حتى البقاء معه من شدّة الخجل ;) تركت له حاسوبي وغادرت هاهاها.. " سفيان أيها الوغد .. هل أنت هنا ؟ لا أدري مالذي سأقوله لك الآن لكن تعرف أنّك ان سألتني عيني سوف أعطيها لك أليس كذلك ؟ فكيف لمبلغ سخيف مثل هذا أن لا أعطيك إياه... فكم من مرة وقعتُ في مأزق مالي فوجدتك بجانبي.. ونفس الشيئ بالنسبة لك دائما تجدني بجانبك.. نحن أصدقاء الطفولة كبرنا معا وتشاركنا الحابل والنابل.. لذلك لا أدري. .. المهم وصلت لمبلغ هام.. سأشاركك إياه كما الأيام الخوالي.. العالم مدهش أم مثير للقلق ؟ العالم فعلا مدهش ويحوي أشخاص مدهشين مثلي 3: هل رأيت يوما ما في حياتك شخصا مثلي ؟ كلا.. ؟ سأسهل عليك الأمور، ستجدهم في بغداد-ألوان قوس قزح- هنا

تعرف أني من الجنون قد وصلت مبلغا أليس كذلك ؟ تعرف أني لن أبخل أبدا بمشاركته اياك هل أنت معي؟ هل بدأت الأمور تتوضح لك الآن ؟ هنا بالضبط اكتشفت أني لن أعطيك شيئا هل أنا على حق ؟ باهاهاها لما الاستغراب فأنت تعرفني كما تعرف جيبك.. حتى أنا اعرفك كما أعرف جيبي... فكلاهما فارغان 3: سفيان صديقي أكمل قراءة الموضوع ولا تكسر حاسوبي رجاءا فقد اشتريته بشق الأنفس وأنت تعرف ذلك... من الذي سوف يعطيك ون بيس بعدها هاه ؟ العالم مدهش أم مثير للقلق الآن ؟ الجواب هو مدهش ومثير للقلق في نفس الوقت =) "

بعد انتهاء هذا النقاش الذي دار في مخيلتي لنكمل الموضوع اذن... ومن الآن.. رجاءا من له حساسية أو من كان يأكل فليتوقف هنا لأن الموضوع سيكون له علاقة مع المقدمة..

فور خروجنا من المحكمة صممنا أن نتجه للتكوين لكن قبل ذلك من الأحسن ايقاف صوت الأمعاء المزعج عند التصاقه ببعضه البعض... عم عم 3: انتهى الأكل وانطلقنا مجددا... في الحافلة بدأ لون وجهي يتحول الى الأزرق - سفيان أحس أني سوف أتقيأ- ارخ رأسك الى المقعد وانظر الى فوق وتنفس ببطأ نجحت الفكرة لكنّها لم تستمر لأكثر من 5 دقائق... لا أستطيع التحمل (أيها السائق أوقف الحافلة و إلّا لن ينفعك الندم بعد حين) .. هبطنا وبدأنا المشي والعرق يتصبب، الحرارة والبرودة تعاوانتا ضدي، الوجه شاحب أصفر ورجلاي بدأتا الارتجاف من شدّة الضعف والأمعاء تتراقص على أنغام الموسيقى الصادرة من المعدّة.. قلت في نفسي -كم نحن البشر ضعفاء- طفل صغير يستطيع أن يوسعني ضربا في هذه الحالة... دعنا نبحث عن مكان أتقيأ فيه... نحن في المدينة لا يوجد أي مكان خال هنا والمارة يظهرون من كل حوب وصوب... بحثت بدون أمل حتّى لمحت حديقة خضراء فارغة... اتجهت فورا اليها وعندما وصلت تحطّم أملي الوحيد لأنها كانت حديقة مطلة على أحد المطاعم ليستمتعوا باللّون الأخضر وأنا ذهبت لأمتعهم بلون معدي بني لن ينسوه أبدا.. لو تقيأت هناك لأصبح المطعم عبارة عن خلّاط بان ستيلا.. جدران المطعم الزجاجية لأصبحت بنية بسبب تقيؤ الأشخاص هناك في الدّاخل

http://i.imgur.com/tIkda72.jpg

... لم أرد أن يحصل ذلك.. لذا قرّرت الصبر والمشي ببطأ حتى أصل الى المنزل الذي يقع في قرية ورقة الشجر.. قال لي صديقي لنركب الحافلة اذن... لا أستطيع أن أتحمّل أكثر من 5 دقائق في الداخل... والركّاب الذين سيكونون أمامي بالتأكيد سيحصلون على مثبتات شعر طبيعية تدوم وتدوم.. لذلك فكرة ركوب الحافلة ملغاة.. المنزل بعيد جدا سأمشي قرابة ساعتين حتّى أصل وصديقي المسكين أثقلت عليه.. لنذهب الى الطبيب ؟ لا.. طيب سأذهب للصيدلية لأشتري لك دواءا ؟ لا أعرف كيف أبتلع الدواء .. يحكي لي أشياء مضحكة لأنسى الغثيان.. لم يتغير شيئ ... بدأت أفتش في ذاكرتي بحثا عن أي دعاء ليذهب عني هذا الدّاء... لم أجد سوى أغنية Never Ever Getting Back Together لتايلور سويفت التي ملأت المكان... لم تشأ أن تغادر عقلي -بدأ عقلي الباطني يغنيها متحديا لي- لم استطع ايقاف الحفلة الصاخبة في رأسي.. قطعنا الطريق وتخيلت لو أنّ سيارة ستصدمني الآن.. سيكون المشهد عبارة عن شاب مسكين ملقى على الأرض على بقعة بنية عوض أن تكون حمراء (عوض الدم سيكون حساء) من سيتجرأ على لمسي ... سيأخذوني الى الطبيب رغما عني وسأموت هناك متأثرا بالجروح البنية. وفي الغد سيذهبون بي الى المقبرة وبعد غدٍ سيحذفوني من الدفتر العائلي، وعوض أن يصدروا عني شهادة الوفاة سيصدرون شهادة تقيؤ .. كفى كفى هذه الأفكار ولأبحث عن وسيلة لإيقاف الإحساس بالغثيان.. فجأة تذكرت دعاء يونس عليه السلام في بطن الحوت فرددته، رأيت متسولة فأعطيتها بعض الدريهمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع -على الأقل تستطيع أن تشتري مثلجة واحدة وليس مثلجات- .... سفيان لا تنظر الي... لا أستطيع التحمل... النجدة وااا واا .. بسرعة، ابتعدوااااا لا تنظروا الي بببهربدكمتشمتينطوروطحطح و أعععههههه واه اه اه يا ربي هل أنا أحتظر ؟ مجددا تشيكوسلوفاكيافيالاردنلماذالانعرف آاااه آه سأموت.... رشاش بني يضرب في الأرجاء بشكل عشوائي والناس هاربة من هذا الكائن الغريب... بللت كل ثيابي وقلت للمشاهدين هل أعجبكم الأمر الآن أيها القذارة ؟ من القذارة ؟؟ هل تقصدنا نحن أيها العفن؟ تبا لكم لا تنظروا الي اذن ان كنت عفن.. في حياتكم ما رأيتم مريضا وهل أنتم معصومون من المرض ؟ من قال لك ذلك على الأقل تقيأ الى أحد الأكياس أو ... اسكت اسكت على كلٍ غادرت المكان منكوس الرأس بصحبة صديقي الذي احتقن الضحك داخله... وهنا أريد أن أعتذر لكم لأنها كانت كذبة أنا لم أتقيأ p:

استعدت قوتي و مرحي.. وانطلقنا الى مكتب التكوين وأعدنا المشهد الذي حدث معي أنا وصديقي بكل الأشكال ومن كل الزوايا وضحكنا حتّى شبعنا.. دخلنا الى المكتب وتعجّب المدير بشخصين وليس واحدا.. من النظرة الأولى لاحظ أننا غريبو الأطوار لأني قطعت الصمت بكلمة غريبة لا أتذكرها الى هذه اللّحظة، قال لي ماذا قلت ؟ -أنا لم أقل شيئا (مع أني أعرف أني تفوهت بشيئ غريب)-..لا أستطيع أن آخذ إلا واحدا منكما.. هيا come on تستطيع.. أدخلناه في لعبة التنويم المغناطيسي ولم يدري كيف وقّع على الأوراق.. قال لنا: أهم شيئ يجب أن تكونا جديين.. -تبادلنا نظرات تحوي لغزا أنا وصديقي مفادها سوف تحصل على أكبر شخصين جادين في العالم- واحد فقط سيتسبب لك بجلطة قلبية وما أدراك باثنين من نفس النوع... سوف نستنسخه هو أيضا ليصير ثالثنا -هذه خطتنا- بعدما عدنا قلت لصديقي: هذه المرّة الأولى التي لم يضع فيها جرينا سدى.. قال لي: يا ليتك تمرض كل يوم :) ... فعلا أصبت... أصبت الهدف من مؤخرته -حرف الهاء بشكل مكرر- 3:

نهاية سعيدة انتهت بسهرة حميمية مع الأصدقاء حول نار دافئة في الغابة التي تقع عند نهاية العالم.


قالت لي أمي هذا الصباح بوجه حزين: حسّن من أخلاقك... ولما فجأة بدون أي سابق كلام قلتي لي هذا ?_؟ ألا تعرف ؟ ماذا؟؟ لقد اشتكى كثيرون لأبيك وأخيك أنّ الفتى الذي يعيش بينكم معوق اذهبوا به الى الطبيب قبل فوات الأوان.. هنا تذكرّت أنّ هذه النصيحة قد

سمعتها منهم قبل أن يبلغوا أهلي.. قالوا لي أنت مريض اذهب الى طبيب نفسي... قلت لهم ان كان ما يحصل معي فعلا مرض فأنا محظوظ... وان كان هذا المرض يباع لكنت أول من يشتري...