هكذا كان طلابنا في أول يوم لهم في الفصل الدراسي الثاني اليوم :)

تذكرت نفسي وأنا أضع الحذاء الجديد بجانبى والشنطة التى لا تزال فارغة من الكتب والكراسات وأحاول أن تجاهد نفسي لأنام ولا أستطيع أريد أن ينتهى الليل وتشرق الشمس حتى أرتدى ملابسى الجديدة .

اليوم لا يشعر الأطفال بفرحة المدرسة بسبب التكنولوجيا التى جعلت كل شىء باهت فى أعينهم.

أتذكر اليوم الأول لأبنائى بالمدرسة وكم عانيت الليلة التى تسبق اليوم الأول من الدراسة فهم يجلسون أمام الهواتف وكأنه شىء ما يجري بهم إليه ولا يبالوا وفى النهاية ينامون فى وقت متأخر بعد مناهدة طويلة ويذهبون بهذا الشكل لا يستطيعون فتح أعينهم من النعاس التكنولوجيا حرمت أطفالنا من متع وذكريات كثيرة

تختلف درجة الإستمتاع و وسائله لدينا من مرحلة عمرية لأخرى، فالحماس للدراسة وذهاب المدرسة نلاحظه بقوة عند الأطفال بالمراحل الإبتدائية، ثم تبدأ الإهتمامات تتغير، ومن ثم مسببات الحماس، حتى نصل إلى المرحلة الثانوية والجامعية، حيث يعتبر بعضنا أن الأهمية الأكبر للمدرسة أو الجامعة، أنها تعد وسيلة للإستمتاع مع الأصدقاء ليس إﻻ!..

اليوم الأربعاء يعدُ أول يوم دراسي في الفصل الثاني..

صراحة دائما ما كنت أتحمس لبداية العام الدراسي، أكثر من بداية الفصل الدراسي الثاني؛ فالإجازة لم تكن طويلة بالقدر الكافي لإستجماع الحماس بنفس القوة.

المشكلة في الجيل الحالي هي ما يدعى بالمرحلة الزمنية الانتقالية، وما أعنيه بهذا هو ما نعانيه اليوم من تقلّبات في النظام التعليمي نتيجة التحوّل العصري التكنولوجي الذي نعيشه، والذي آن له أن ينعكس على التعليم بشكل عام. وعليه، فإنني أرى أن المنظومة التعليمية بدأت فعلًا في معالجة بعض الأمور، لكن الأزمة الحقيقية تتمثّل في الجيل الحالي، ذلك الجيل الذي يعاصر انتقالة تقنية شديدة الاختلاف والتخبّط على صعيد الأدوات والتقنيات المستخدمة للمرة الأولى تقريبًا في المنظومة التعليمية.

يختلف الأمر من جيل إلى جيل، لأن جيل الأوائل كان فيه المعلم مثل الأب يحتوي طلابه، والمعلمة لطيفة وتستقبلهم بحب، صحيح أنهم كانوا أشد صرامة من الآن لكن كان يصل صدقهم إلى الطالب، هذا من ناحية ومن الناحية الأخرى الجو المدرسي كان مليء بالمرح والبهجة وضحكات الأصدقاء والركض... هذا الجو الدافئ كان يجعلنا نشتاق لبعضنا البعض، وتلك الصداقات والنقاء تخفف عنا صرامة المعلم وحتى قسوته إن وجدت.

أما اليوم فقد استبدل الطالب الجو المدرسي بعالم الانترنت والألعاب الرقمية وحتى الأصدقاء الرقميين.

انا شخصيا مازلت أرى في منطقتي تحمس الأطفال للمدرسة، وأرى ابن عمي الصغير حين يأخذ لمعلمه نصيبه من حلوى الفطور، ويضعها في جيبه ويطلب من أمه أحيانا أن تحضّر له النوع المفضل من الحلوى، مع القهوة وآخر مرة قام بإخبار معلمه عن عيد ميلادي، وجاء يخبرني أن معلمه يسلم عليّ ويتمنى لي عيد ميلاد سعيد، تفاجأت وكيف عرف؟ قال لي بكل براءة أنا أخبرته، لأن هذا المعلم يلاعب تلاميذه في الفسحة ويسألهم عن عائلاتهم، ويطمئن على كل تفاصيلهم.

لذلك حتى في عالم اليوم، لازال هناك فرصة للمعلم ليصنع علاقة قدسية مع تلاميذه تجعلهم يركضون كل صباح إلى مدارسهم.

العطلة بالنسبة لي هي ذلك الهدوء الذي يأتي بعد العاصفة, بعد نضال طويل مع الامتحانات والفروض والواجبات والحفظ تأتي العطلة, تسهر فيها على الانترنت والتواصل مع الأصدقاء ومشاهدة البرامج أو مشاهدة التلفاز أو السفر أو النوم لساعات غير محدودة أو الخروج مع الأصدقاء في رحلة ..., فكيف يفرح شخص وهو يترك كل هذا ليعود الى الحفظ والدراسة والامتحانات؟ اظن أن حماس الجيل السابق مختلف اذ أن العودة المدرسية بالنسبة لهم هو التقاء للاصحاب والأصدقاء وهكذا لكن الموضوع مختلف في هذا الجيل فهو يمثل فقط حرمان من هذه الأمور الممتعة.