مُنذ الصغر، وانا أواظب على عادة خاصة، وهى البدء في إتمام مهامي المدرسية بعد العاشرة مساء، بالطبع هذا الروتين قد جلب لى الكثير من المتاعب، بدأ من والداتى التي رفضت ساعات سهرى المتأخرة، وحرب الاستيقاظ التي خُضتها يومياً من أجل الذهاب إلى المدرسة.

حاول الكثير إثنائى عن هذه العادة وخاصة في المرحلة الثانوية، لما لها من أهمية في تحديد مستقبل المرء وخاصة في مصر، فنصحني أحدهم يومًا احظى بكفايتى من النوم ليلاً، حتى أستطيع الإجابة بسلاسة فى الامتحان.

لا داعى لأن اسرد ما حدث بالتفصيل، ولكن يكفيك أن تعلم ان الامتحان الوحيد الذي طبقت فيه هذه النصيحة، نقصت علاماتي المدرسية بمعدل 13 درجة، بينما باقي الامتحانات _ التي لم انم فيها ليلًا _ اجتازتها بتفوق بل حصلت على العلامات النهائية.

الطائر الصباحى والطائر الليلى.

استمرت عادة إنهاء الأعمال ليلاً تطاردني في حياتي الجامعية والمهنية، حتى ضقت ذراعًا من الذهاب إلى المؤسسات صباحاً، وتعبت ايضاً من النوم عصراً ونتائجه التى تؤلم الظهر وتتعب الجسد.

حاولت البحث عن معلومات قد تفيد في تشخيص حالتى، وخاصة سبب زيادة فعاليتى أثناء الليل أكثر منه عن الصباح، فوجدت إحدى الدراسات النفسية التي تشير أن هناك نوعين من البشر، الطائر النهاري والطائر الليلى، وهما نوعين مختلفين تمامامن البشر، أحدهم لا يزداد وعياً ونشاط إلا في الصباح، بينما الاخر لا يستطيع التركيز واداء الامور بفعالية الا ليلاً. فكل ما اعانيه وكل ما فشلت في التكيف معه، يرجع لهذا السبب، كل مافى الأمر أننى طائر ليلى، بكل هذه البساطة.

وكالعادة ظهرت هنا معضلة اخرى، وهى سوق العمل ومتطلباته النهارية، وخاصة لفتاة مثلى لن تستطيع ممارسة المناوبات الليلية، فكان لابد أن اقوم بحل هذه المشكلةسريعًا، والتشاور فيها مع الأصدقاء، حتى وجدت ضالتي اخيرًا، عندما أشار على أحدهم بتجربة سوق العمل الحر.

العمل الحر أنقذني.

لم أكن في البداية على علم بعالم العمل الحر ، حداثة سنى هيئت لى انه مجال للمحترفين فقط، الذين عملوا في وظائف تقليدية اولاً، وقاموا ببناء علاقات أساسها الثقة سمحت لهم بالعمل في المنزل.كل هذا علمت عدم صحته، بمجرد انضمامي لمجموعات مختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي ، تهتم بتوعية الجماهير نحو سوق العمل الحر، وكيف يمكن للمبتدئين الدخول لهذا العالم.

فى البداية بدأت طريقي بمحاولات تطوعية بسيطة، تنوعت بين كتابة المقالات وتحرير الفيديوهات الخاصة، ولكن رغم بساطة التجربة، الا انها كانت ذات تأثير كبير في تنمية مهاراتي و تهيئتي لسوق العمل، بل على مستوى تطويري الذاتي ايضاً، مما دفعني إلى حب العمل الحر وتزويد ثقافتي عنه.

###معضلة الجمع بين مميزات العمل الحر والوظيفة التقليدية.

أهم ما يميز الوظائف التقليدية، هي القدرة على التواصل الحى، التواصل الاجتماعي الذي يتيح للمرء الاستفادة من خبرات الأخريين و إفادتهم، هذا النوع من التبادل المعلوماتي المباشر الذي يسمح للمرء بالتطوير ويسمح له بتلقي المعلومة بفعالية أكبر واسرع من المعتاد.

حاجتي إلى هذا النوع من الاستفادة، وخاصة في بداية مشاوري المهني، تعارضت مع طبيعة عاداتي اليومية في السهر، فوقعت بين مقصلتين، اما الاعتماد على العمل الحر ليلاً، أو البحث عن فرصة تستحق تعديل أسلوبي حياتي من أجلها.

وجدت مؤخراً فرصة مناسبة، تناسب مجالات اهتماماتي الخاصة، وتجمع بين العمل الحر ومرونته، وبين مميزات العمل النهاري وتواصله، ولكن مازالت اعانى من صعوبات تتمثل في صعوبة النوم ليلاً، وفى زيادة معدل الكفاءة نهاراً ليصل إلى ذات المعدل ليلاً.

فهل من نصائح تقدمها لى ، تساعدني في التغلب على هذا الصعوبات؟