كان عندي عميل طلب مني إعداد استراتيجية محتوى شاملة: تحليل دقيق للكلمات المفتاحية، ودراسة المنافسين، ووضع خطة نشر متكاملة، إضافة إلى تصميم بنية مقالات متوافقة مع السيو وبأسلوب يناسب جمهوره. قضيت وقتًا طويلًا في الشرح والتوضيح، وقدمت له تصورًا أوليًّا مدروسًا. وبعد ذلك بدأ يختفي ويعود أكثر من مرة، ثم أرسل لي بعد أيام رسالة يقول فيها: “أنجزت جميع المقالات باستخدام ChatGPT، وكتبت نحو 40 مقالًا في يوم واحد، هل تود الاطلاع عليها؟” وكانت المقالات سطحية ومكررة، لكنها من وجهة نظره كافية لأنه اعتمد على الهيكلة التي اقترحتها له مسبقًا.

وبعد انتهائه من كتابة تلك المقالات، عاد يسألني إن كنت أستطيع إصلاح المحتوى وترتيب السيو في موقعه. حينها أدركت أن المشكلة ليست في الذكاء الاصطناعي، بل في من يظن أنه بمجرد توليد نصوص كثيرة يصبح خبيرًا في هذا المجال. لذلك أصبحت أكثر حذرًا: لا أقدم خططًا تفصيلية قبل البدء في مشروع، ولا أشارك أي وثائق أو هياكل جاهزة إلا بعد الدفع، وأوضح منذ البداية أن دور الكاتب المحترف يتجاوز إنشاء نص، فهو يبني محتوى يحقق نتائج حقيقية ومستدامة.